الكوكب عند الطّلوع ونفيتها عند الغروب فالكوكب يسري على ما هو به ، وإنّما غاب عنك وسيطلع غدا ويظهر لك فيلزمك أن تثبت الإلهيّة له عند كلّ طلوع وتنفيها عند كلّ غروب. وهذا تناقض بيّن مع تساوي الغروب والطّلوع له في التّغيّر.
الثالث : أنّ الكواكب لا تكاد تعدّ كثرة فمن أين له أن يعيّن أحدها بالإلهيّة مع التّساوي بينهما في كل حال.
فإن قالوا إن الكوكب كان من الدّراري السّبعة التي يعتقد قومه فيها الإلهيّة قبل.
قيل لهم : هذا باطل من أربعة أوجه :
أحدها : أنكم قلتم إنّه عند ما خرج في حال صغره من المغارة رأى أوّل كوكب فقال هذا ربي. فهو على قولكم لم يعلم الدّراري من غيرها رؤية ولا سماعا لكونه لم ير أحدا يخبره بذلك.
الثاني : أنه لو كان يقصد أحد الدراري لعلمه بأن قومه عبدوها وخصصوها بالإلهية فيقول (هذا رَبِّي) معتقدا لذلك لكان مقلدا لقومه في الكفر لكونه ما عنده إلا ما سمع بأنها آلهة ، وهذا أشد عليهم في الإنكار من كل ما تخيلوه.
الثالث : أن الطلوع والغروب في التغير والحركات على سواء في الاستدلال على الحدوث ، فلم استدل بأحدهما على نفي الإلهية وأثبتها للثاني؟
الرابع : أنه قال في الشمس والقمر ما قاله في الكوكب فصار ينقل الإلهية من جسم إلى جسم ، والكل في حالة الطلوع والغروب على سواء ، وهذه غاية الجهل الذي يحاشى الخليل عليهالسلام عنه قطعا.
فإن قالوا : لما رأى القمر ظن أنه لا يغرب فقال ذلك ، قلنا هذا باطل فإنه قد جرب الكوكب وطلوعه وغروبه ثم رأى القمر طالعا كالكوكب ، فلو كان ما زعمتم