وفروعه ، فلا يلتزم القيد المذكور من تقدّم الضّمير المرفوع المنفصل ، بل تقول : «جاؤا كلّهم ، وقاما كلاهما ، وقاموا (١) أجمعون» وإن شئت أتيت بالضّمير المنفصل ، فقلت : «قاموا هم كلّهم».
أما غير المرفوع من الضّمائر : إذا أكّد ـ لم يلتزم تأكيده بالضّمير ، (سواء) (٢) أكّد بـ «النّفس» ، أو بـ «العين» ، أو بغيرهما من الألفاظ ، بل تقول : «رأيتك نفسك» ـ وإن شئت قلت : «رأيتك (أنت نفسك)» (٣) ، و «رأيتهم أنفسهم» ، ـ ومثله : (لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) [الحجر : ٣٩] ـ ، وإن شئت قلت : «هم أنفسهم».
ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
وما من التّوكيد لفظيّ يجي |
|
مكرّرا كقولك ادرجي ادرجي |
التّوكيد اللّفظيّ (٤) عبارة عن تكرار اللّفظ السابق ، إمّا بعطف ، نحو (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ، ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) [النبأ : ٤ ـ ٥] ، وإمّا دونه ، نحو (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) [الواقعة : ١٠] لكن مع الجملة : الأكثر أن يكون بعطف ، وليس بلازم بدليل قوله :
١٧١ ـ فأين إلى أين النّجاء ببغلتي |
|
أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس |
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ولا تعد لفظ ضمير متّصل |
|
إلّا مع اللّفظ الّذي به وصل |
إذا قصد تأكيد لفظ الضّمير المتّصل ـ وجب إعادة لفظ ما وصل (به) (٦) معه ، نحو «عجبت منك منك ، ومررت به به».
__________________
(١) في الأصل : وقالوا.
(٢ ـ ٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٤) وفي التسهيل : التوكيد اللفظي إعادة اللفظ أو تقويته بموافقه معنى. وفي شرح الكافية لابن مالك : وهو أن يعاد اللفظ بعينه مجردا أو مقرونا بعاطف.
انظر في ذلك التسهيل : ١٦٦ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١١٨٣ ، شرح المرادي : ٣ / ١٧٢ ، شرح الرضي : ١ / ٣٣١ ، الهمع : ٥ / ٢٠٦ ، الفوائد الضيائية : ٢ / ٥٧ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٢٦ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٢٦٢ ، شرح الفريد : ٣٨٠ ، شرح المكودي : ٢ / ١٧ ، شرح الأشموني : ٣ / ٨٠ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٥٨ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٦١٥.
١٧١ ـ من الطويل ولم أعثر على قائله ، وقد تقدم الكلام عليه ص ٣٥٩ / ج ١ من هذا الكتاب.
والشاهد في قوله : «احبس احبس» حيث أكدت الجملة الأولى بالثانية بدون عطف إحداهما على الأخرى.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل.