و «يرضيان» أصله «يرضوان» ، لكن قلبت الواو فيه ياء بالحمل على فعل المفعول وهو «رضي» (١) ، لوجود موجب القلب فيه.
وفهم من التّمثيل أنّ ذلك يكون في الأسماء والأفعال.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... |
|
... ووجب |
إبدال واو بعد ضمّ من ألف |
|
... |
يعني : أنّه يجب إبدال الواو من الألف إذا انضمّ ما قبلها ، فإن كانت في موضع يجب فيه تحريكها ـ حرّكت ، نحو «ضويرب» في «ضارب» ، وإن كانت في موضع يجب فيه سكونها ـ سكّنت / ، نحو «ضورب» في «ضارب».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... |
|
ويا كموقن بذا لها اعترف |
يعني : أنّه يجب إبدال الياء واوا كما في «موقن» اسم فاعل من «أيقن» ، أصله «ميقن» ، فأبدلت الياء فيه واوا لانضمام ما قبلها.
وفهم من هذا المثال كون الياء المبدلة ساكنة ، فلو كانت متحرّكة لم تبدل ، نحو «زييد (٢) ، وهيام» (٣).
وفهم منه أيضا كون الياء مفردة ، فلو كانت مدغمة لم تبدل ، نحو «حيّض» (٤).
__________________
(١) تبع ابن طولون في هذا المكودي ، فقال ابن حمدون في حاشيته عليه : «الأولى ـ كما في المعرب وابن عقيل وظاهر الأشموني ـ أن «يرضيان» في النظم ـ بضم الياء ـ مبني للمفعول من «أرضى» الرباعي. فيكون محمولا على المضارع المبني للفاعل ، وهو «يرضي» بضم الياء ، حرف المضارعة ـ فيكون الفرع الذي هو مبني للمفعول محمولا على الأصل الذي هو مبني للفاعل ، وأما على ما في المكودي فيكون المضارع محمولا على الماضي ، والفرع محمولا على الفرع ، ولا يناسب». انتهى.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٨٨ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١٩٨ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣٠٦.
(٢) زييد : تصغير «زيد». انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٩.
(٣) الهيام : بضم الهاء ، كالجنون من العشق ، والهيام أيضا : نحو الدوار جنون يأخذ البعير حتى يهلك ، يقال : بعير مهيوم. انظر اللسان : ٦ / ٤٧٣٩ (هيم) المصباح المنير : ٢ / ٦٤٥ (هيم) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٨٩.
(٤) وبه مثل في شرح المرادي والأشموني والتوضيح ، واعترضه الأزهري بأنه جمع والكلام في المفرد والصواب التمثيل بنحو بناء مثل «حياض» من البيع ، فتقول : «بياع» بالياء.