سمّيت هذه الحيوانات بذلك ، وهي : القوّة ، والتّلوّن ، والإيذاء ، إلا أنّ ذلك في «أجدل ، وأخيل» أبين (١) ، لظهور معنى الاشتقاق ، قال الشاعر :
٢٢٩ ـ كأنّ بني الدّغماء (٣) إذ لحقوا بنا |
|
فراخ القطا لاقين أجدل بازيا |
ومثله :
٢٣٠ ـ ... |
|
فما طائر يوما عليك بأخيلا |
بخلاف «أفعى» فإنّ اشتقاقه : إمّا منتف ، وإمّا خفي ، إلّا أنّه قد سمع أيضا نحو :
__________________
(١) في الأصل : ابنين.
٢٢٩ ـ من الطويل ، نسبه العيني للقطامي (عمير بن شيمم) ، وقيل : هو لجعفر بن علبة الحارثي ، والبيت من قصيدة ، وقبله :
فتصدقه النفس الكذوبة بالتي |
|
ويعلم بالعشواء أن قد رآنيا |
ورواية صدره فيما عدا اللسان :
كأنّ العقيليّين يوم لقيتهم
وذكرت رواية المؤلف في الشواهد الكبرى ، وروي في اللسان «الدعماء» بالعين المهملة بدل «الدغماء» بالغين المعجمة. والأجدل : الصقر. بازيا : من بزا يبزو إذا تطاول عليه ، وهو صفة أجدل ، ويجوز أن يكون بازيا هو الطير الجارح المشهور ، ويكون عطفا على «أجدل» ، وحذف العاطف للضرورة. والشاهد في قوله : «أجدل» حيث منع من الصرف لوزن الفعل ولمح الصفة ، وذلك لأنه مأخوذ من الجدل وهو الشدة ، وأكثر العرب يصرفه لخلوه عن أصالة الوصفية.
انظر شرح الأشموني : ٣ / ٢٣٧ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٤٦ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢١٤ ، اللسان (جدل) ، شرح ابن الناظم : ٦٣٩ ، أوضح المسالك : ٢٢٣ ، فتح رب البرية : ١ / ٢٥٦.
(٢) في الأصل : الرغماء. انظر الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٤٧.
٢٣٠ ـ من الطويل ، لحسان بن ثابت الأنصاري رضياللهعنه ، من قصيدة له في ديوانه (٣٤٨) ، وصدره :
ذريني وعلمي بالأمور وشيمتي
ويروى : «طائري» بدل «طائر». وذريني : دعيني. والشيمة : الخلق والطبيعة. الأخيل : طائر فيه خيلان ، وقيل : هو الشقراق ، وقيل هو الصرد. والشاهد في قوله : «بأخيلا» حيث منع من الصرف لوزن الفعل ولمح الصفة ، لأنه مأخوذ من «المخيول» وهو الكثير الخيلان ، وأكثر العرب يصرفه لخلوه عن أصالة الوصفية.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢١٤ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٤٨ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٣٧ ، اللسان (خيل) ، تاج علوم الأدب : ١ / ٦٦ ، شرح ابن الناظم : ٦٣٩ ، أوضح المسالك : ٢٢٣ ، فتح رب البرية : ١ / ٢٥٧.