والمراد بالاستعمال : جريانه كالفعل في عدم التّأثّر بالعوامل ، وبذلك خرجت (١) المصادر والصّفات العاملة ، فإنّها تتأثّر بالعوامل.
وينقسم إلى :
ـ نائب عن الماضي كـ «شتّان» بمعنى : افترق (٢) ، ولذلك لا يسند إلّا إلى متعدّد ، إمّا بعطف ، نحو «شتّان زيد وعمرو» ، أو بضمّ ، كـ «شتّان القوم» (٣).
ومنه : «شتّان ما بين زيد وعمرو» ، لأنّ «ما» موصولة بمعنى : الأمكنة (٤).
وقيل : «ما» ، و «بين» زائدتان (٥).
ـ وإلى نائب عن الأمر ، كـ «صه» بمعنى : اسكت ، و «مه» بمعنى : اكفف ، ولا يسند إلى ظاهر.
__________________
انظر التسهيل : ٢١٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٩٦ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٨٩ ، شرح الرضي : ٢ / ٦٥ ، الهمع : ٥ / ١١٩ ، تاج علوم الأدب : ١ / ٢٥٦ ، الفوائد الضيائية : ٢ / ١١١ ، معجم النحو : ٢٠.
(١) في الأصل : جر.
(٢) كذا أطلقه الجمهور ، وقيده الزمخشري بكون الافتراق في المعاني والأحوال ، كالعلم والجهل والصحة والسقم ، فلا يستعمل في غير ذلك ، فلا يقال : شتان الخصمان عن مجلس.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٩٦ ، المفصل : ١٦١ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ٦٨ ، حاشية الصبان : ٣ / ١٩٧ ، حاشية الخضري : ٢ / ٩٠.
(٣) وفسر بعضهم «شتان» بـ «بعد» ، وعلى هذا يكتفى بالواحد. انظر المساعد لابن عقيل : ٢ / ٦٥١ ، شرح الرضي : ٢ / ٧٤.
(٤) قال الفارسي : فأما قولك : «شتان ما بينهما» فالقياس لا يمنعه إذا جعلت «ما» بمنزلة الذي ، وجعلت «بين» صلة ، لأن «ما» لإبهامها قد تقع على الكثرة ، ألا ترى قوله : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ) ، ثم قال : «ويقولون» فعلمت أن المراد به جمع. انتهى.
وقال الرضي : إنما جاز : «شتان ما بينهما» على أن «شتان» بمعنى «بعد» ، لأنه لا يستلزم فاعلين فصاعدا ، و «ما» كناية عن البون أو المسافة ، أي : بعد ما بينهما من المسافة. وأنكر الأصمعي هذا التركيب ، وفي البسيط : أجازه الأصمعي ومنعه الأكثرون.
انظر المسائل العسكرية للفارسي : ١١٨ ، شرح الرضي : ٢ / ٧٤ ، المساعد لابن عقيل : ٢ / ٦٥١ ، الخزانة : ٦ / ٢٧٦ ـ ٢٧٨ ، حاشية الخضري : ٢ / ٩٠ ، شرح الشذور : ٤٠٤.
(٥) وذلك كقوله :
فشتّان ما بين اليزيدين في النّدى
فـ «اليزيدين» فاعل مرفوع تقديرا ، و «ما بين» زائدتان. وأجاز الرضي أن يكون «ما» زائدة ، وشتان بمعنى : بعد ، وفاعله : «بين».
انظر حاشية الصبان : ٣ / ١٩٧ ، حاشية الخضري : ٢ / ٩٠ ، شرح الرضي : ٢ / ٧٤ ، الخزانة : ٦ / ٢٧٨.