قد تقدّم أنّ ما يليه ألف الندبة ، إن كان ضمّة ، أو كسرة ـ حذفت ، وأبدل مكانها فتحة لكن لا يفعل ذلك إلّا عند أمن اللّبس ـ كما سبق تمثيله ـ ، فإن خيف بفتح الآخر حصول اللّبس ـ أتي بألف الندبة مجانسة لحركة الآخر ، فتصير «واوا» بعد الضّمّة ، نحو «وا غلامهوه» ، خوفا من الالتباس بالمضاف إلى ضمير المؤنّث ، و «ياء» بعد الكسرة ، نحو «وا غلامكيه» ، خوف اللّبس بالمضاف إلى ضمير المخاطب (١).
ثمّ قال :
وواقفا زد هاء سكت إن ترد |
|
وإن تشأ فالمدّ والها لا تزد |
إذا وصلت المندوب بما بعده ، نحو «وا عمرا الكريم» ـ لم تلحقه (٢) الهاء ، وإن وقفت عليه ـ فلك أن تزيد في آخره هاء السّكت ساكنة ، وقد تضمّ للضّرورة ، نحو :
٢٠٩ ـ ألا يا عمرو عمراه |
|
وعمرو بن الزّبيراه |
ولك أن تقف عليه بالألف (٤) وما انقلبت إليه (٥) من واو أو ياء ، ولا تأتي بالهاء ، كما سبق من قوله :
٢١٠ ـ ... |
|
وقمت فينا بأمر الله يا عمرا |
__________________
(١) هذا مذهب البصريين. وأجاز الكوفيون إتباع الألف للكسرة في المثنى نحو «وا زيدانيه» وفي المفرد نحو «وا عبد الملكيه» وفي نحو «رقاش» : «وا رقاشيه».
انظر شرح المرادي : ٤ / ٣٠ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٧٠ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٤٥ ، الهمع : ٣ / ٦٩.
(٢) في الأصل : يلحقه.
٢٠٩ ـ من الهزج ، ولم أعثر على قائله. ويروى : «وا عمرو» بدل «ألا يا عمرو». وأراد بـ «عمرو» : عمرو بن الزبير بن العوام الأسدي ، وقوله : «عمراه» تأكيد للمنادى ومندوب. والشاهد في قوله : «عمراه والزبيراه» حيث ضمت هاء السكت فيهما للضرورة.
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٣٤٧ ، شرح ابن الناظم : ٥٩٤ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٢٧٣ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٨٣ ، شواهد الجرجاوي : ٢٢٠ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٧١ ، المقرب : ١ / ١٨٤ ، البهجة المرضية : ١٣٧ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ١٢٩ ، توجيه اللمع : ٢٨٩ ، شرح الشاطبي للألفية (رسالة دكتوراه) : ٢ / ٥٥٦ ، ٥٧٣ ، التحفة المكية (رسالة ماجستير) : ٢٦٣.
(٣) في الأصل : بالهاء بعد الألف. راجع الأشموني : ٣ / ١٧٠.
(٤) في الأصل : عليه.
٢١٠ ـ من البسيط لجرير بن عطية الخطفي ، من قصيدة له في ديوانه (٣٠٤) ، وصدره :
حمّلت أمرا عظيما فاصطبرت له