وغير واحد (١) ممّن تأخّر عنهم ، بل عن بعضهم دعوى الشهرة عليه (٢) ، وعن أطعمة غاية المرام أنّه مذهب المتأخّرين (٣).
وعن الحلّي : أنّه لا خلاف فيه بين المحصّلين (٤).
لكن طعنه كاشف الرموز ـ على ما حكي عنه ـ بقوله : هذه الدعوى محرّفة ، لأنّ الشيخين مخالفاه ، والمرتضى ومتابعوه غير ناطقين به ، فما أعرف من بقي معه من المحصلين (٥). انتهى.
وعمدة مستندهم في الخلاف قاعدة التنجّس بالملاقاة ، وإلّا فلا مقتضي لنجاسته بالذات بعد عدم كونه معدودا من أجزاء الميتة عرفا ، وعدم حلول الروح فيه على تقدير تبعيّته لها.
وربما يستدلّ لهم أيضا : بخبر وهب بن وهب عن جعفر عن أبيه عليهماالسلام «أنّ عليّا عليهالسلام سئل عن شاة ماتت فحلب منها لبن ، فقال عليهالسلام : ذلك الحرام محضا» (٦).
لكن الرواية ضعيفة السند جدّا حتّى قيل في حقّ وهب : إنّه من أكذب
__________________
(١) منهم : ابن فهد الحلّي في الموجز (ضمن الرسائل العشر) : ٥٨ ، والمهذّب البارع ٤ : ٢١٣ ـ ٢١٤ ، والفاضل المقداد في التنقيح الرائع ٤ : ٤٤ ، والصيمري في غاية المرام ٤ : ٦٢ ، والمحقّق الكركي في جامع المقاصد ١ : ١٦٧.
(٢) حكاها العاملي في مفتاح الكرامة ١ : ١٥٤ عن العلّامة الحلّي في منتهى المطلب ١ : ١٦٥ ، والمحقّق الكركي في جامع المقاصد ١ : ١٦٧.
(٣) حكاه عنه العاملي في مفتاح الكرامة ١ : ١٥٤ ، وانظر : غاية المرام ٤ : ٦٢.
(٤) حكاه عنه العاملي في مفتاح الكرامة ١ : ١٥٤ ، وانظر : السرائر ٣ : ١١٢.
(٥) حكاه عنه صاحب الجواهر فيها ٥ : ٣٣٠ ، وانظر : كشف الرموز ٢ : ٣٦٩.
(٦) التهذيب ٩ : ٧٦ ـ ٧٧ / ٣٢٥ ، الإستبصار ٤ : ٨٩ / ٣٤٠ ، الوسائل ، الباب ٣٣ من أبواب الأطعمة المحرّمة ، ح ١١.