وسارق الليلة ليس بمفعول فيه وإلا انتصب والمضاف إليه المصدر والصفة لا
يكون إلا فاعلا أو مفعولا به.
قلنا : على ما أصّلنا إن جميع المفعول فيه هو مفعول به : لا
نسلم أنه يجب نصبه ، فان المفعول به ينجز بالإضافة نحو : ضارب زيد ، فكذا في سارق
الليلة ، وإنما لم يقع المفعول له ضميرا ، ولا اسم اشارة كالمفعول فيه ، لقلة
استعماله ، فأرادوا أن يكون لفظ المصدر مصرّحا به ليدل على كونه مفعولا له.
فنقول : اضافة
الصفة إلى ظرفها كإضنفتها إلى المفعول به تكون غير مختصة بالشرائط المذكورة في باب
الإضافة ، وقد تكون بمعنى اللام ، ك : (مالِكِ يَوْمِ
الدِّينِ) ، كما يجيء ، وإضافة المصدر إلى ظرفه كإضافته مختصة إلى المفعول به بمعنى اللام ، فهي مختصة إلا أنه
كالمضاف إلى المفعول به الذي كان منتصبا بنزع الخافص ، كقوله :
باكرت حاجتها الدجاج بسحرة ـ ١٦٨
أي حاجتي إليها
، فهي في الحقيقة بمعنى اللام ، لأن اللام للاختصاص ويختص الشيء بغيره بأدنى
ملابسة ، نحو كوكب الخرقاء ، وقتيل الطف وليس بمعنى «في» كما ذهب إليه المصنف على ما يجيء في
باب الإضافة.
__________________