بعد الفاعل ، فإذا لم يجز تقديم المفسّر وحده أي الفاعل ، أخرنا ما اتصل به المفسر ، فنقول إن تقدير : غلامه ضرب زيد : ضرب زيد غلامه ، وكذا منعوا نحو : ما طعامك أكل إلا زيد ، لأنك حذفت الفاعل الذي هو الأصل والعمدة ، واعتنيت بالمفعول الذي هو فضلة وذلك بأن قدمته على الفعل ، وأجازه البصريون ، وهو أولى ، لأن المستثنى سدّ مسدّ الفاعل.
واعلم أنه لا يوقع فعل فاعله ضمير متصل على مفسّره الظاهر ، أي لا ينصبه ، فلا يقال : زيدا ضرب ، كما يجيء في المنصوب على شريطة التفسير.
* * *
حذف ناصب المفعول
جوازا ووجوبا ـ مواضع الحذف
الواجب السماعية
قال ابن الحاجب :
«وقد يحذف الفعل لقيام قرينه ، جوازا كقولك زيدا لمن قال :»
«من أضرب ، ووجوبا في أربعة مواضع : الأول سماعي نحو :»
«امرءا ونفسه ، و : (انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ)(١) ، وأهلا وسهلا».
قال الرضى :
القرينة الدالة على تعيين المحذوف قد تكون لفظية ، كما إذا قال شخص ، من أضرب؟
__________________
(١) الآية ١٧١ من سورة النساء.