حرف التعريف
لزومه وعروضه في العلم
ويحتاج ههنا إلى معرفة لزوم اللام وعروضها في الأعلام ، وذلك بأن ينظر إلى العلم ، فإن كان غالبا ، أي كان في الأصل للجنس ثم كثر استعماله لواحد من ذلك الجنس ، لخصلة مختصة به من بين ذلك الجنس ، ولا بد أن يكون وقت استعماله لذلك الواحد قبل العلمية ، مع لام العهد ، ليفيد الاختصاص به ، وصار بكثرة الاستعمال علما له ، ويسمّى ذلك بالعلم الاتفاقي ، كانت (١) اللام في مثله لازمة ، لأنه لم يصر علما إلا مع اللام فصارت كبعض حروف ذلك العلم ، وذلك إما في الاسم كالبيت (٢) ، والنجم (٣) ، والكتاب (٤) ، وإما في الصفة كالصّعق (٥).
__________________
(١) جواب قوله : فان كان غالبا ... الخ
(٢) غلب البيت على الكعبة.
(٣) غلب النجم على الثريا.
(٤) في عرف النحاة اذا أطلق الكتاب أريد منه كتاب سيبويه.
(٥) الصّعق رجل من بني كلاب. قالوا انه كان يطعم الناس بتهامة فهبت ريح سفّت في جفانه التراب فسبّها فرمي بصاعقة فقتلته وقيل فيه.
وان خويلدا فابكي عليه |
|
قتيل الريح في البلد التهامي. |
فعرف بالصعق وعرف بعض أولاده بابن الصّعق.