وأنت خليفة الرّحمن فينا (١) |
|
جمعت سماحة وجمعت دينا |
فاستحسنها المأمون فقال : لمن هي يا أبا صالح؟ قلت : لفتاك يا أمير المؤمنين الحسين بن الضحاك قال : قد أحسن ، قلت : وله يا أمير المؤمنين ما هو أجود من هذا ، قال : وما هو ، فأنشدني :
أينخل فرد الحسن فرد صفاته |
|
عليّ وفد أفردته بهوى فرد |
رأى الله عبد الله خير عباده |
|
فملّكه والله أعلم بالعبد |
قال : فوجّه إليه بخمسة آلاف درهم ، وخمس خلع.
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبد الله ـ إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده ـ أنبأ أبو علي محمّد بن الحسين ، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (٢) ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، حدّثنا أبي ، نا عمر بن شبّة ، حدّثني حسين الخليع قال : كنا في حلقة فجاءنا أبو نواس وعليه جبة خز ، فقلنا له : من أين لك هذه الجبة ، فكتمنا فترجمنا خبرها ، حتى وقع لنا آنفا من جهة يونس بن عمران بن جميع فانسللت من الحلقة وصرت إلى يونس فوجدت عليه جبة خز جديدا ، فقلت له : كيف أصبحت يا أبا عمران؟ فقال : بخير يرحمك الله بخير ، فقلت :
يا كريم الإخاء للإخوان
فقال : أسمعك الله خيرا فقلت :
إن لي حاجة قرأتك فيها |
|
أنا فيها وأنت بحرسنان |
فقال : اذكرها على بركة الله تعالى فقلت :
جبة من جبابك الخزّ كيما |
|
لا يراني الشتاء حيث تراني |
فقال : بسم الله خذها ، وخلعها فلبستها ورجعت إلى الحلقة ، فقال لي أبو نواس : من أين لك هذه ، فقلت : من حيث جبتك.
قال (٣) : ونا أبو النّضر العقيلي ، أنا أبو الحسن بن راهويه ، قال : صلّى يحيى بن
__________________
(١) الأغاني : حقا.
(٢) لم أعثر على الخبر في الجليس الصالح المطبوع.
(٣) الخبر والشعر في الجليس الصالح المطبوع ٢ / ٣٥٦.