عامرا وكان الماء فيه جاريا ثم انطمّ وانقطع الماء عنه بالبثوق التي حدثت في الفرات والله أعلم.
وذكر أبو الفرج في موضع آخر عن الصولي عن يزيد بن محمّد المهلّبي عن عمرو بن بانة قال : خرجنا مع المعتصم إلى الشام لما غزا فنزلنا في طريقنا بدير مران ، فذكر هذه الحكاية ، وهذه أشبه بالصواب من الأولى (١).
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، وأبو الحسن بن سعيد قال : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) : الحسين بن الضحاك بن ياسر أبو علي البصري الشاعر المعروف بالخليع ، مولى باهلة ، خراساني الأصل ، أقام ببغداد ينادم الخلفاء دهرا طويلا ، له مع أبي نواس أخبار معروفة ، حدّثني علي بن أبي علي بن أبي عبيد الله المرزباني ، قال : أبو علي الحسين بن الضحاك بن ياسر الخليع الباهلي البصري مولّى لولد سلمان بن ربيعة الباهلي ، وهو شاعر ماجن مطبوع حسن الافتنان في فنون (٣) الشعر وأنواعه ، وبلغ سنّا عالية ، يقال : إنه ولد في سنة اثنين (٤) وستين ومائة ، ومات في سنة خمسين ومائتين ، واتصل له من مجالسة الخلفاء ما لم يتصل لأحد إلّا لإسحاق بن إبراهيم الموصلي فإنه قاربه في ذلك أو ساواه ، صحب الحسين الأمين في سنة ثمان وثمانين ومائة ، ولم يزل مع الخلفاء بعده إلى أيام المستعين.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنا [أبو] الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت البغدادي ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس الصولي ، حدّثني عوف ـ يعني ابن محمّد ـ عن أبيه ، عن الحسن بن ناقد حدّثني صالح بن الرشيد قال (٥) : دخلت يوما على المأمون فقلت : يا أمير المؤمنين أحب أن تسمع مني بيتين ، قال : هات ، فأنشدته :
حمدنا الله شكرا أن (٦) حيانا |
|
بنصرك يا أمير المؤمنينا |
__________________
(١) انظر ، قال : ٧ / ١٩٢ ـ ١٩٣.
(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٥٤ ـ ٥٥ (ترجمة الحسين بن الضحاك).
(٣) تاريخ بغداد : ضروب.
(٤) كذا.
(٥) الخبر في الأغاني عن محمد بن عبد الله صاحب المراكب عن أبيه عن صالح.
(٦) الأغاني : إذ حبانا.