وهب بن زمعة قال : وأنبأنا شرحبيل بن أبي عون وعبد الله بن جعفر ، عن عون قال : وأنبأنا إبراهيم بن موسى ، عن عكرمة بن خالد قال : وأنبأنا أبو صفوان العطّاف بن خالد ، عن أخيه قالوا : وبايع أهل الشام مروان بن الحكم فسار إلى الضحاك بن قيس الفهري وهو في طاعة ابن الزبير يدعو له ، فلقيه بمرج راهط فقتله وفضّ جمعه ثم رجع فوجّه حبيش بن دلجة القيني في ستة آلاف وأربعمائة إلى ابن الزبير فسار حتى نزل بالجرف في عسكره ودخل المدينة فنزل في دار مروان ـ دار الإمارة ـ واستعمل على سوق المدينة رجلا من قومه يدعى مالكا ، وأخاف أهل المدينة خوفا شديدا ، وآذاهم ، وجعل يخطبهم فيشتمهم ويتوعّدهم ، وينسبهم إلى الشقاق والنفاق والغشّ لأمير المؤمنين. فكتب عبد الله بن الزبير إلى الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ـ وهو واليه على البصرة ـ أن يوجّه إلى المدينة جيشا فبعث الحنتف بن السّجف التميمي في ثلاثة (١) آلاف فخرجوا ومعهم ألف وخمسمائة فرس وبغال وحمولة وبلغ الخبر حبيش بن دلجة فقال : نخرج من المدينة فنلقاهم ، فإنا لا نأمن أهل المدينة أن يعينوهم علينا ، فخرج وخلّف على المدينة ثعلبة الشامي فالتقوا بالرّبذة عند الظهر ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، فقتل حبيش بن دلجة وقتل من أصحابه خمسمائة ، وأسر منهم خمسمائة ، وانهزم الباقون أسوأ هزيمة ، ففرح أهل المدينة بذلك وقدم بالأسارى فحبسوا في قصر حلّ ، فوجّه إليهم عبد الله بن الزبير مصعب بن الزبير فضرب أعناقهم جميعا ، انتهى.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد ، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه ، أنبأنا أبو بكر بن مردويه ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، نبأنا معاذ بن المثنى ، نبأنا مسدّد ، نبأنا أمية بن خالد ، عن أبي يزيد المديني قال : خرج حبيش بن دلجة ، قلنا : هذا الجيش الذي يخسف بهم بالبيداء ، جيش حبيش بن دلجة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، نبأنا يعقوب ، قال : قال ابن بكير قال الليث : وفيها يعني سنة خمس وستين قتل حبيش بن دلجة.
__________________
(١) بالأصل : ثلاث.