نصر ، أنبأنا عمر أبو علي ، أنبأنا علي بن بكر ، أنبأنا ابن الخليل قال : أنشدني أبو زيد وهو عمر بن شبّة (١) قال : أنشدنا ابن عائشة يعني لشريح :
ألا كل من يدعى حبيبا ولو بدت |
|
مروءته يفدى حبيب بني فهر (٢) |
همّام يقود الخيل حتى كأنما |
|
يطال برضراض الحصا جاجم الجمر |
قال : ويروى :
شهاب يقود الخيل حتى يزيرها |
|
حياض المنايا لا يثيب على وتر |
تهبطن واستصعدن حتى كأنما |
|
يطأن برضراض الحصا جاجم الجمر |
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، نبأنا يعقوب ، نبأنا أبو اليمان ، نبأنا حريز (٣) بن عثمان ، عن ابن أبي عوف (٤) ، عن عبد الله بن يحيى قال : حضرت مع حبيب بن مسلمة جنازة شرحبيل بن السّمط فأقبل علينا حبيب بوجهه كالمشرف علينا ـ يقول ـ لطوله انتهى (٥).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، نبأنا الحسين بن الفهم ، حدثنا محمّد بن سعد ، أنبأنا علي بن محمّد يعني المدائني ، عن سليمان بن أيّوب ، عن الأسود بن قيس العبدي ، قال [لقي] الحسن بن علي حبيب بن مسلمة فقال له : يا حبيب ربّ مسير لك في غير طاعة الله تعالى ، فقال : أما مسيري إلى أبيك فليس من ذلك ، قال : بلى ، ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة زائلة ، فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك ، ولو كنت إذ فعلت شرا قلت خيرا ، كان ذلك كما قال الله تعالى : (خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً)(٦) ولكنك كما قال الله تعالى : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ)(٧) ، انتهى.
__________________
(١) بالأصل «شيبة» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٣٦٩.
(٢) البيت الأول في الاستيعاب ١ / ٣٢٩.
(٣) بالأصل «جريز» والصواب ما أثبت «جريز».
(٤) اسمه : عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي.
(٥) الخبر في طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤٥ في ترجمة شرحبيل بن السمط.
(٦) سورة التوبة ، الآية : ١٠٢.
(٧) سورة المطففين ، الآية : ١٤.