واللفظ لابني أبي نصر قالوا : أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأنا أبي ، حدّثنا أبو حفص عمر بن مدرك الرازي ، نبأنا أبو إسحاق الطّالقاني ، نبأنا ضمرة ، عن السّري بن يحيى ، قال : كان حبيب أبو محمّد إذا أفطر أفطر على البسر قال : فأغفله أهله ذات ليلة فذهب ليطلب البسر فلم يجده فنادى مناد من الهوى هاك البسر ، انتهى.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم (١) ، أنبأنا أبو بكر بن مالك ، نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : أخبرت عن يسار ، حدثنا جعفر ، قال : سمعت حبيبا أبا محمّد يقول : والله إن الشيطان يلعب بالقرّاء كما يلعب الصبيان بالجوز ، ولو أنّ الله دعاني يوم القيامة فقال : يا حبيب ، فقلت : لبيك قال جئتني (٢) بصلاة يوم أو صوم يوم أو ركعة أو تسبيحة أو سجدة اتّقيت عليها من إبليس ألّا يكون طعن فيها طعنة فأفسدها ، ما استطعت أن أقول نعم أي ربّ! قال : وسمعت حبيبا أبا محمّد يقول : لا تقعدوا فراغا فإن الموت يلزكم (٣) ، انتهى.
قال (٤) : وحدثنا أبو بكر محمّد بن جعفر المؤدب ، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم ، نبأنا علي بن المسلّم ، نبأنا سيّار ، نبأنا جعفر ، قال : كنا ننصرف من مجلس ثابت البناني فنأتي حبيبا أبا محمّد فيحثّ على الصّدقة ، فإذا وقعت قام فتعلّق بقرن معلق في بيته ثم يقول :
ها قد تغديت وطابت نفسي |
|
فليس في الحي غلام مثلي |
إلّا غلام قد تغدى قبلي |
|
إلّا غلام قد تغدى قبلي (٥) |
سبحانك وحنانيك ، خلقت فسوّيت ، وقدرت فهديت ، وأعطيت فأغنيت ، وأفنيت وعافيت ، وعفوت وأعطيت ، فلك الحمد على ما أعطيت ، حمدا كثيرا طيبا مباركا ، حمدا لا ينقطع أولاه ، ولا ينفذ أخراه ، حمدا أنت منتهاه ، فتكون الجنة عقباه ، أنت الكريم الأعلى. وأنت جزل العطاء ، وأنت أهل النعمات ، وأنت ولي الحسنات ،
__________________
(١) الخبر في حلية الأولياء ٦ / ١٥٢ ـ ١٥٣.
(٢) عن الحلية ، وبالأصل «جئني».
(٣) الحلية : يليكم.
(٤) الخبر في حلية الأولياء ٦ / ١٥٣ ـ ١٥٤.
(٥) كذا كرر الشطر بالأصل مرتين ، وذكر مرة واحدة في الحلية.