المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد ح.
وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي واللفظ لحديثه ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، قالا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قالا : نا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدّثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه قال (١) : كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع حصن حسّان بن ثابت ، وكان حسّان بن ثابت معنا فيه مع النساء والصّبيان حيث خندق النبي صلىاللهعليهوسلم. قالت صفية : فمرّ بنا رجل من اليهود ، فجعل يطيف بالحصن ، وقد حاربت بنو قريظة ، وقطعت ما بينها (٢) وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا ورسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والمسلمون في نحور عدوهم ، لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا عنهم ، إذ أتانا آت ، فقلت لحسّان : إن هذا اليهودي يطيف بالحصن ، كما ترى ، ولا آمنه أن يدل على عورتنا من ورائنا من يهود ، وقد شغل عنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ، فانزل إليه فاقتله ، فقال : يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب ، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. قالت صفية : فلما قال ذلك ، احتجرت (٣) وأخذت عمودا ثم نزلت من الحصن إليه ، فضربته بالعمود حتى قتلته ، ثم رجعت إلى الحصن فقلت : يا حسّان انزل فاسلبه ، فإنه لم يمنعني أن أسلبه إلّا أنه رجل ، فقال : ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب (٤).
قال : ونا يونس ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن صفية بنت عبد المطلب مثله أو نحوه ، وزاد فيه قال : وهي أول امرأة قتلت رجلا من المشركين.
وكذلك روي من وجه آخر عن عبد الله بن الزبير.
__________________
(١) بهذا السند الخبر في سيرة ابن هشام ٣ / ٢٣٩ والأغاني ٤ / ١٦٤ ـ ١٦٥ أسد الغابة ١ / ٤٦٤ ودلائل النبوة للبيهقي ٣ / ٤٤٢ ـ ٤٤٣.
(٢) عن المصادر ، وبالأصل «بينهما».
(٣) أي «شددت وسطي» قال أبو ذر في شرح السيرة : ومن رواه : اعتجرت ، فمعناه : شددت معجري.
(٤) عقب السهيلي بقوله : ومجمل هذا الحديث عند الناس على أن حسان كان جبانا شديد الجبن ، وقد رفع هذا بعض العلماء وأنكره وقال لو صح هذا لهجي به حسان ، فإنه كان يهاجي الشعراء كضرار وابن الزبعري وغيرهما وكانوا يناقضونه ويردون عليه ، فما عيره أحد منهم بجبن ولا وسمه به.
ثم قال : وإن صح فلعل حسان أن يكون معتلا في ذلك اليوم بعلة منعته من شهود القتال.