سعيد ـ أنا أبو منصور بن الحسن ، وأبو طاهر بن محمود ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا عبد الله بن خالد بن رستم ، نا ابن أبي مسرة ، نا خلاد بن يحيى ، نا حبيب بن حسّان قال : سمعت سعيد بن جبير يقول : سمعت ابن عباس يقول : لا تسبّوا حسّان بن ثابت فإنه كان ينصر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بلسانه ويده.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا محمد بن عبد الله الشيباني ، أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ، أنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، نا ابن بكير ، حدثني الليث ، عن خالد بن يزيد ح.
قال : وأخبرني محمد بن يعقوب بن يوسف ، نا أحمد بن سهل ، نا محمد بن يحيى ، نا ابن أبي مريم ، أنا الليث بن سعد ، حدثني خالد بن يزيد (١) ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن عمارة بن غزية ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن عائشة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال (٢) : «اهجوا قريشا فإنه أشدّ عليهم من رشق النبل» (٣) فأرسل إلى ابن رواحة فقال : «اهجهم» فهجاهم ، فلم يرض ، فأرسل إلى كعب بن مالك ، ثم أرسل إلى حسّان بن ثابت فلما دخل عليه ، قال حسّان : قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه (٤) ، قال : ثم أدلع لسانه فجعل يخرجه ، فقال : والذي بعثك بالحق لأفرينّهم بلساني فري الأديم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تعجل فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها ، وإن لي فيهم نسبا ، حتى يخلّص (٥) لك نسبي» ، فأتاه حسّان ، ثم رجع فقال : يا رسول الله ، قد خلّص (٦) لي نسبك ، والذي بعثك بالحق لأسلّنّك منه كما تسلّ الشعرة من العجين.
قالت عائشة : فسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول لحسّان : «إن روح القدس لن يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله» قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «هجاهم حسّان
__________________
(١) بالأصل «مزيد» والصواب ما أثبت وقد تقدم ، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٧٨.
(٢) الحديث في صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة حديث رقم ٢٤٩٠.
(٣) في مسلم : «رشق بالنبل» والرشق بالفتح : الرمي بالنبل ، والرشق بكسر الراء : اسم للنبل التي ترمى دفعة واحدة.
(٤) يريد به لسانه ، وقد شبهه بذنب الأسد.
(٥) مسلم : يلخّص.
(٦) مسلم : لخص.