ثلاثا. قلت : فاضت عبرتك قال : رحمة لهم ، إنهم كانوا مؤمنين ، قلت : أكانوا مؤمنين؟ قال : نعم ، أما تعلم الآية التي في آل عمران إن هؤلاء كان في قلوبهم زيغ وفتنة فزيغ بهم (١) ، ألا تعلم التي بعد المائة : (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ)(٢) فهم هؤلاء؟ قال : نعم ، قلت : أشيء من رأيك أم عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : إني إذا لجريء ثلاث مرات ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «تفترق هذه الأمة على ثنتين أو ثلاث وسبعين فرقة» ـ شك أبو غالب ـ «في النار ليست سواد الأعظم» قلت : فقد ترى ما في سواد الأعظم. قال : عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ، وان تطيعوه تهتدوا ، وما على الرسول إلّا البلاغ المبين. قال : الجماعة خير من الفرقة ، إن هؤلاء يغضبون عليكم فيقتلونكم ، أما إنكم من أهل بلدكم ، فأعاذك الله أن تكون منهم [٢٩٧٢].
أخبرنا أبو سهل بن سعدويّة ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا أبو مسلم الكاتب ، نا عبد الله بن محمد ، نا شيبان ، نا عمارة ، نا أبو غالب ، عن أبي أمامة قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوتر بتسع حتى بدّن وكثر لحمه أوتر بسبع ، وصلّى ركعتين وهو جالس يقرأ فيهما ب (إِذا زُلْزِلَتِ) و (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) [٢٩٧٣].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل (٣) ، نا أبي ، عن يحيى بن معين ، قال : قد روى سفيان بن عيينة ، وجعفر بن سليمان ، وحمّاد بن سلمة عن أبي غالب حزوّر. وقال في موضع آخر : حزوّر حدث عنه حمّاد بن سلمة ، وابن عيينة وأبو غالب مولى باهلة اسمه نافع ، روى عنه همّام وعبد الوارث بصريان جميعا.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقاء ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال : سمعت العباس بن محمّد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو غالب صاحب أبي أمامة اسمه حزوّر يروي عنه
__________________
(١) إشارة إلى الآية ٧ من سورة آل عمران وتمامها : هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلّا أولو الألباب.
(٢) الآية ١٠٦ من سورة آل عمران.
(٣) بالأصل «الفضل».