شبة (١) ، حدثني أبو غسّان محمّد بن يحيى الكتاني ، قال : قدم ابن سالم (٢) الشاعر ، وهو يزعم أنه مولى لآل طلحة بن عبيد الله ، على حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية فقال يمدحه :
فلما دفعت لأبوابهم |
|
ولاقيت لاقيت حربا النجاحا |
وجدناه يحفظه السائلون |
|
ويأبى على العسر إلّا سماحا |
فرارون حتى ترى كلبهم |
|
يهاب الهرير وينسى النباحا |
قال ابن سالم (٣) : فأرسل إليّ برزمة ثياب وتلبيس فوضع رسوله الرزمة وعذره لقلّة ما أرسل ، قال : إني لأستحي منك أن أعلمك بما بعثت به ، فإن انهضت فخذه من تحت فراشك ، ثم وضع تحت فراشي ألف دينار ، انتهى.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرا ، وأبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا (٤) البنّا ، قالا : أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا أحمد بن سليمان ، نبأنا الزبير بن بكار في تسمية ولد خالد بن يزيد قال : وحرب بن خالد (٥).
قال : ونبأنا الزبير (٦) ، حدثني عبد الله بن محمّد بن موسى بن طلحة ، حدثني زهير (٧) بن حسن مولى الرّبيع (٨) بن يونس [قال : وكان عالما عاقلا فاضلا](٩) قال خرج داود بن سلم حتى قدم على حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية ، فلما نزل به قام غلمانه (١٠) إلى متاعه فأدخلوه وحطّوه على راحلته ثم دخل عليه فأنشده قوله :
ولما دفعت لأبوابهم |
|
ولقيت (١١) حربا لقيت النجاحا |
__________________
(١) بالأصل «شيبة» خطأ ، وقد مرّ تكرارا.
(٢ و ٣) كذا بالأصل ، وهو داود بن سلم (أخباره في الأغاني ٦ / ١٠) وهو شاعر مخضرم من شعراء الدولتين الأموية والعباسية. من ساكني المدينة.
(٤) بالأصل «أنبأنا» خطأ.
(٥) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٣٠.
(٦) الخبر والشعر في الأغاني ٦ / ١٩ في ترجمة داود بن سلم.
(٧) عن الأغاني وبالأصل «وهب».
(٨) الأغاني : مولى آل الربيع.
(٩) هذه العبارة ما بين معكوفتين ليست في الأغاني ، وهي موجودة في مختصر ابن منظور ٦ / ٢٦٥ وهو يعني زهير بن حسن (وفي المختصر : وهب أيضا كالأصل).
(١٠) العبارة في الأغاني : حط غلمانه متاع داود وحلّوا عن راحلته.
(١١) الأغاني : ولا لاقيت.