جناب الكلبي ، قال : قال حذيفة بن اليمان : إنّ الحق لثقيل ، وهو مع ثقله [مريء] وإن الباطل خفيف وهو مع خفته ، وبيء ، وترك الخطيئة أيسر وقال : خير من طلب التوبة ، وربّ شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا ، انتهى.
أخبرنا أبو المعالي الفارسي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو سهل بن زياد القطان ، أنبأنا إسماعيل بن إسحاق ، نبأنا محمّد بن عبد الله الأنصاري ، نبأنا أبو القاسم بن عبد الرّحمن ، عن محمّد بن علي ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال لنا حذيفة : إنّا حملنا هذا العلم وإنا نؤدّيه إليكم وإن كنا لا نعمل به ، انتهى.
أخبرنا : قال البيهقي قوله : وإن كنا لا نعمل به : يريد ـ والله أعلم ـ فيما يكون ندبا واستحبابا ، فلا يظن بهم أنهم كانوا يتركون الواجب عليهم فلا يعملون به ، إذ (١) كانوا أعمل الناس بما وجب عليهم ويحتمل أن يكون ذهب مذهب التواضع في ترك التزكية ، انتهى.
قال : وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا محمّد بن صالح ، أنبأنا هانئ ، نبأنا أبو عمرو بن موسى بن محمّد بن الأعين ، نبأنا أحمد بن عمرو الجرشي ، نبأنا القاسم بن مالك المزني ، حدثني ثعلبة ، نبأنا القاسم بن عبد الرّحمن ، عن أبي جعفر محمّد بن علي عن (٢) جابر بن عبد الله ، قال : قال حذيفة : إنّا قوم عرب نردّد الأحاديث فنقدم ونؤخر ، انتهى.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو عبد الله الصّفار ، نبأنا أبو بكر بن أبي الدّنيا ، أنبأنا إسحاق ، نبأنا وكيع ، نبأنا سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، قال : قال حذيفة رضي الله تعالى عنه وأسكنه الجنة بمنّه وكرمه :
ليس من مات استراح بميت |
|
إنّما الميّت ميّت الأحياء |
فقيل له : يا أبا عبد الله ما ميت الأحياء؟ قال : الذي لا يعرف المعروف بقلبه ، ولا ينكر المنكر بقلبه ، انتهى.
__________________
(١) بالأصل «إذا».
(٢) بالأصل «بن».