قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أحمد بن عبيد وعن محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة (١) قالا : أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا ابن أبي خيثمة ، نبأنا عبد الوهّاب بن نجدة ، نبأنا عتاب بن بشير ، عن سالم الأفطس ، قال (٢) : أتي الحجّاج بسعيد بن جبير وقد وضع رجله في الركاب فقال : لا أستوي على دابّتي حتى تبوّأ مقعدك من النار ، فأمر به فضربت عنقه. قال : فما برح حتى خولط (٣) قال : قيودنا قيودنا فأمر برجليه فقطعتا ، ثم انتزعت القيود منه.
قال عتاب : وقال علي بن بذيمة : ختم الدنيا بقتل سعيد بن جبير وفتح الآخرة بقتل ما هان (٤) وأخبرني غير علي : أن الحجّاج كان يفزع بسعيد ، انتهى.
قال : ونبأنا ابن أبي خيثمة ، نبأنا أبو ظفر ، نبأنا جعفر بن سليمان قال بسطام بن مسلم ، عن قتادة ، قال : قيل لسعيد بن جبير خرجت على الحجّاج؟ قال : إي والله ما خرجت عليه حتى كفر ، انتهى.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا رشأ بن نظيف ، أنبأنا الحسن (٥) بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان قال : وأنشد ابن قتيبة لرجل في الحجّاج بن يوسف :
كأن فؤادي بين أظفار طائر |
|
من الخوف في جو السّماء محلّق |
حذار أمري قد كنت أعلم أنّه متى |
|
ما يعد من نفسه الشر يصدق (٦) |
قال : وحدثنا أحمد ، حدثنا يوسف بن عبد الله ، نبأنا أبو زيد ، نبأنا حلبس قال : قيل لأعرابي ـ أراد الحجّاج قتله ـ اشهد على نفسك بالجنون ، قال :
لا أكذب على ربي وقد |
|
عافاني فأقول قد بلاني (٧) |
انتهى.
__________________
(١) إعجامها بالأصل مضطرب ، والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير ١ / ٤٢٩.
(٢) الخبر في بغية الطلب ٥ / ٢٠٤٨ ـ ٢٠٤٩.
(٣) يعني الحجاج.
(٤) كذا بالأصل وبغية الطلب ومختصر ابن منظور ، وسكتا عنه ، ولم أعرفه.
(٥) بالأصل «الحسين» خطأ ، والصواب ما أثبت ، وهو الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب ، وقد مرّ.
(٦) الخبر والشعر في بغية الطلب ٥ / ٢٠٦١.
(٧) الخبر والشعر في بغية الطلب ٥ / ٢٠٤٥.