فقال : أما آن لك أن تعلمي؟ ذاك الشيطان ، لئن برئت لأضربنك مائة جلدة.
أخبرنا أبو علي بن المظفّر ، أنا أبي ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا أبو عبيد الله ، حدّثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله تعالى : (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ) قال هي للناس عامة.
أخبرنا أبو الحسن الفقيه وأبو عبد الله محمد بن علي بن الشّرابي ، قالا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا محمد بن يوسف ، أنا محمد بن حمّاد ، أنا عبد الرّزّاق ، أنا معمر ، عن قتادة في قوله تبارك وتعالى : (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ) قال : خذ عودا فيه تسعة وتسعون عودا والأصل تمام المائة فضرب به امرأته وذلك أن امرأته أرادها الشيطان على بعض الأمر ، فقال لها : قولي لزوجك يقول كذا وكذا فقالت له : قل كذا وكذا ، فحلف حينئذ أن يضربها تلك الضربة ، فكانت تحلّة يمينه وتخفيفا على امرأته.
قال : وأخبرنا عبد الرّزّاق قال : قال معمر وقال الحسن : فنادى حين نادى : (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ) فأوحى الله عزوجل إليه (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ) قال فركض ركضة خفيفة فإذا عين تنبع حتى غمرته فردّ الله عزوجل جسده ، ثم مضى قليلا ، ثم قيل له : (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ) ، فركض ركضة أخرى فإذا هو بعين تجري فشرب منها ، فطهّرت جوفه ، وغسلت كل قذر كان فيه.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور وعبد الباقي بن محمد بن غالب ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا أحمد بن محمد بن أبي شيبة أبو بكر البزار ، حدّثنا محمد بن يحيى الأزدي [عن](١) سعيد بن عامر ، عن المعتمر بن سليمان ، عن ليث بن (٢) أبي سليم ، قال : قيل لأيوب عليهالسلام : يا أيوب لا يعجبك تصبرك ، فإني قد علمت ما [في](٣) كل شعرة من لحمك ودمك ، ولو لا أني أعطيت موضع كل شعرة منك صبرا ما صبرت.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو
__________________
(١) سقطت من الأصل وهي زيادة لازمة. انظر ترجمة سعيد بن عامر في سير الأعلام ٩ / ٣٨٥ وترجمة معتمر بن سليمان ٨ / ٤٧٧.
(٢) بالأصل «عن» خطأ ، انظر ترجمة ليث بن أبي سليم في سير الأعلام ٦ / ١٧٩.
(٣) زيادة عن مختصر ابن منظور ٥ / ١٠٩.