شجاع (١) صيف عن قليل تقشّع
فدعا بلال بخالد فقال : أنت القائل سحابة صيف عن قليل تقشّع؟. أما والله لا تقشّع حتى يصيبك منها شؤبوب برد ، فضربه مائة سوط.
قال : وحدّثنا الأصمعي والعلاء بن الفضل ، عن أبيه قال (٢) : كان خالد يأتي (٣) بلالا في ولايته ويغشاه في سلطانه ويغتابه إذا غاب عنه ويقول : ما في قلب بلال من الإيمان إلّا مثل ما في بيت أبي الورد (٤) الحنفي من الجوهر قال : وكان أبو الورد (٥) مفلسا ، وأخذه بلال وخاف أن يقتله ، فسأله أن يطلقه فأبى بلال أن يطلقه ، إلّا بعشرة كفلاء فيهم نعيم بن صفوان ، فكفلوا (٦) به على أنه إن غاب فعليهم مائة [ألف](٧) درهم إلّا نعيما فإنه ليس عليه شيء من المال ، فهرب خالد ، وأخفرهم فأخذ بلال المائة الألف من التسعة الكفلاء فقال خالد :
فلا تحسبني يا ابن واهصة الخصي |
|
ضعيف القوى لا أستطيع التّحوّلا |
أبيح (٨) لنا من أرضه وسمائه |
|
بلال أراح الله منه فعجّلا |
ومثلي إذا ما الدار يوما نبت به |
|
دعا بجمال البين ثم تحولا |
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، [نا رشأ المقرئ ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، ثنا إسحاق بن ميمون ، نا مسلم بن إبراهيم ، عن](٩) الحسن بن أبي جعفر ، قال : دخل مالك بن دينار على بلال بن أبي بردة فقال له : يا أبا يحيى ، ادع الله لي ، فقال له : ما ينفعك دعائي لك وعلى بابك أكثر من مائتين يدعون عليك.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفّر القشيري ، قال : أخبرنا أبو سعد
__________________
(١) أخبار القضاة : سحابة.
(٢) الخبر في أخبار القضاة ٢ / ٢٥.
(٣) الخبر في أخبار القضاة ٢ / ٢٥.
(٤) بالأصل : كان بلال يأتي خالدا ، والمثبت عن أخبار القضاة.
(٥) بالأصل : «أبي الدرداء» والمثبت عن أخبار القضاة. وفي المطبوعة : أبو الزرد.
(٦) بالأصل «فكلفوا».
(٧) سقطت من الأصل ، وعلى هامشه كتب : «لعله : ألف».
(٨) في أخبار القضاة والمطبوعة : أتيح.
(٩) ما بين معكوفتين سقط من السند بالأصل وم واستدرك عن المطبوعة ١٠ / ٣٨٦.