أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (١) ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا سعيد بن محمد الجرمي.
قال : وحدّثنا محمد بن عبدوس بن كامل ، حدّثنا عبد الله بن عون الخرّاز ، قالا : حدّثنا أبو عبيدة الحداد ، حدّثنا عبد الله بن عبد الله ختن (٢) حميد الطويل ، حدّثني عبد الله بن أبي كثيرة عن الفضل بن عبد الرّحمن بن عباس ، عن بلال بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن جده أبي موسى : أن نبي الله صلىاللهعليهوسلم كان آخذا بيد أبي موسى في بعض سكك المدينة فأتى على سائلة في ظهر الطريق ، تسفي الرياح في وجهها ، فقال لها أبو موسى : تنحّي على سنن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت : هذا الطريق له معرضا فليأخذ حيث شاء ، فشق ذلك على أبي موسى حتى بكى لذلك ، وعرف نبي الله صلىاللهعليهوسلم في وجهه فقال : «يا أبا موسى اشتدّ عليك ما قالت هذه السائلة؟» قلت : نعم ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد [شقّ] عليّ حين استخفّت بما قلت لها من أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «لا تكلمها فإنها جبّارة» قلت : بأبي وأمي ما هذه فتكون جبّارة؟ قال : «إنه إن لا يكون ذلك في قدرتها فإنه في قلبها» [٢٦٨٣].
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أخبرنا أبو سعد الجنزرودي (٣) ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد ، أخبرنا أبو القاسم سعد بن سعدان الكاتب ـ ببغداد ـ حدّثنا ابن أبي الشوارب يعني محمد بن عبد الملك ، حدّثنا سوادة ـ يعني ابن أبي العالية ـ حدّثنا أبو غانم قال : بينما نحن عند الحسن إذ جاء بلال بن أبي بردة فاستأذن على الحسن فقال : ما لي ولبلال ثلاث مرات ، قال : ائذن له ، قال : فدخل بلال على الحسن ولم يدخل من معه من الناس ، فقعد مع الحسن على مجلسه ، فسأله ثم أخذ يد الحسن فوضعها في حجره وقال بلال : يا أبا سعيد ألا أحدثك بحديث حدّثني به [أبي أبو](٤) بردة عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من عبد ابتلي ببلية في الدنيا بذنب فالله أكرم وأعظم عفوا من أن يسأله عن ذلك يوم القيامة» [٢٦٨٤].
أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخيّاط ، أخبرنا أبو منصور
__________________
(١) بالأصل «زيدة» خطأ ، والصواب ما أثبت عن تبصير المنتبه ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٥٩٥.
(٢) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن المطبوعة ١٠ / ٣٧٩.
(٣) بالأصل «الخنزروردي» والصواب ما أثبت.
(٤) بالأصل وم «بلال بن أبي بردة» والصواب ما أثبت ، وانظر المطبوعة ١٠ / ٣٨٠.