قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال ، فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول :
كلّ امرئ مصبّح في أهله |
|
والموت أدنى من شراك نعله (١) |
قال : وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول : ـ وقال السّروي : صوته ـ يقول : وقال الحاكم فيقول (٢) :
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة |
|
بواد وحولي إذخر وجليل |
وهل أردن يوما مياه مجنّة |
|
وهل يبدون لي شامة وطفيل |
اللهم العن عتبة بن ربيعة [وشيبة بن ربيعة](٣) وأمية بن خلف ، انتهى حديث ابن عبد الحكم ، (٤) وزاد سعيد : كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اللهم حبّب إلينا المدينة كحبّنا مكة أو أشدّ ، اللهم بارك لنا في صاعها ومدّها ، وصحّحها لنا وانقل حمّاها إلى الجحفة» [٢٦٣٤].
أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أخبرنا أبو سعد الجنزرودي ، أخبرنا أبو أحمد الحافظ [أنا أبو قريش محمّد بن جمعة الحافظ] القهستاني (٥) ، حدّثنا يحيى بن سليمان بن نضلة ، حدّثني مالك ـ يعني ابن أنس ـ عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أنها قالت : لما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال قالت : فدخلت عليهما فقلت : يا أبة كيف تجدك؟ قالت : فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول :
كلّ امرئ مصبّح في أهله |
|
والموت أدنى من شراك نعله |
وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته فيقول :
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة |
|
بواد وحولي إذخر وجليل |
وهل أردن يوما مياه مجنّة |
|
وهل يبدون لي شامة وطفيل |
__________________
(١) البيت في اللسان (صبح).
(٢) البيتان في اللسان (جلل) منسوبان لبلال.
(٣) الزيادة عن م وانظر مختصر ابن منظور ٥ / ٢٥٩.
(٤) في المطبوعة المجلدة العاشرة ص ٣٢٠ «حدثنا ...» باعتباره خبرا جديدا ، والصواب ما أثبتناه «انتهى حديث ابن عبد الحكم» فالكلام تابع.
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م وانظر الأنساب وهذه النسبة إلى قهستان ناحية بخراسان بين هراة ونيسابور فيما بين الجبال.