كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)(١) فرمى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالصحيفة من يده ، ثم دعانا فأتيناه وهو يقول : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) فدنونا منه يومئذ [حتى](٢) وضعنا ركبنا على ركبته ، فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يجلس معنا ، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا ، فأنزل الله عزوجل : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) قال : تجالس الأشراف (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا) قال عيينة والأقرع (وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)(٣) قال : هلاكا. ثم ضرب لهم مثلا رجلين كمثل الحياة الدنيا ، قال : فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقعد معنا ، فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها تركناه وإلّا صبر أبدا حتى نقوم [٢٦٣٠].
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أخبرنا أبو عبد الله بن مندة ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحارث ، حدّثنا القاسم بن عبّاد الترمذي ، حدّثنا صالح بن محمد الترمذي ، حدّثنا محمد بن مروان ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله : (مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ)(٤) نزلت في صهيب بن سنان ونفر من أصحابه منهم عمّار بن ياسر [وياسر أبي عمّار وبلال مولى أبي بكر وسمية أم عمّار وخباب بن الأرتّ وعابس](٥) مولى حويطب أخذهم المشركون يعذّبونهم ، ثم ذكر الحديث.
أنبأنا أبو علي الحداد ، وحدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (٦) ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، حدّثنا علي بن عبد العزيز ، حدّثنا أبو حذيفة ، حدّثنا غمارة بن زاذان (٧) ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «السّباق أربعة : أنا سابق العرب ، وصهيب سابق الروم ، وسلمان سابق الفرس ، وبلال سابق الحبش» [٢٦٣١].
__________________
(١) سورة الأنعام ، الآية : ٥٤ ـ ٥٥.
(٢) الزيادة عن مختصر ابن منظور ٥ / ٢٥٨.
(٣) سورة الكهف ، الآية : ٢٨ ـ ٢٩ وبالأصل : «عيناك عنه».
(٤) سورة البقرة ، الآية : ٢٠٨.
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م ، وانظر المطبوعة المجلدة العاشرة ص ٣١٨.
(٦) حلية الأولياء ١ / ١٤٩ و ١٨٥ وسير أعلام النبلاء ١ / ٣٤٩.
(٧) بالأصل وم : «زادان» بالدال المهملة والمثبت عن سير الأعلام.