مروان بن الحكم مات أميرا بالبصرة.
أنبأنا أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عن رشا بن نظيف ، أخبرنا أبو شعيب المكتب وأبو محمد بن عبد الرّحمن ، قالا : أخبرنا الحسن بن رشيق ، أخبرنا أبو بشر الدّولابي ، حدّثني جعفر بن علي الهاشمي ، حدّثنا أحمد بن محمد بن أيوب ، قال : ثم كانت سنة خمس وسبعين ففيها مات بشر بن مروان بن الحكم بالبصرة ، وقدم الحجّاج بن يوسف من مكة واليا على العراق فقتل عبد الله بن المنذر بن الجارود.
[أخبرنا] أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو بكر اللّالكائي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو علي بن صفوان ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني سلمة بن شبيب ، حدّثنا سهل بن عاصم ، عن شيخ له ، عن الأعمش ، عن أبي وائل قال : لما احتضر بشر بن مروان قال : والله لوددت أنّي كنت عبدا حبشيا لأسوأ أهل البادية ملكة أرعى عليهم غنمهم ، وأنّي لم أكن فيما كنت فيه. فقال شقيق : الحمد لله الذي جعلهم يفرّون إلينا ولا نفرّ إليهم ، إنهم ليرون فينا (١) غيرا وإنّا لنرى فيهم عبرا.
قال : وحدّثني أبو زيد النّميري ، حدّثنا بكر بن عبد الله ، عن مالك بن دينار قال : مات بشر بن مروان فدفن ، ثم مات أسود فدفن إلى جنبه ، فمررت بقبريهما بعد ثلاثة أيام فلم أعرف قبر أحدهما من قبر صاحبه ، فذكرت قول الشاعر :
والعطيات (٢) خشاش بينهم |
|
فسواء قبر مثر ومقلّ |
[أخبرنا] أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم المقدسي ، أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد بن المسلمة ـ فيما كتب إليّ ـ أخبرنا محمد بن عمران بن موسى ـ إجازة ـ أخبرني عبيد الله بن الحسن بن سفيان ، أخبرنا محمد بن موسى البريدي (٣) ، أنشدنا سليمان بن أبي شيخ ، أنشدني يحيى بن سعيد الأموي للفرزدق يرثي ابن مروان (٤) :
أعينيّ إلّا تسعداني ألمكما |
|
وهل بعد بشر من عزاء ومن صبر |
وقلّ عناء
عبرة ترزقانها |
|
على أنها تشفي الحرارة في الصّدر |
__________________
(١) الغير : أحداث الدهر المغيّرة.
(٢) كذا ، وصوبها محقق المطبوعة ١٠ / ١٢٨ «والعظيات ..».
(٣) في المطبوعة : الغنوي.
(٤) الأبيات في الديوان ط بيروت ١ / ٢١٧ ـ ٢١٨.