برمت بالناس وأخلاقهم |
|
وصرت أستأنس بالوحده |
هذا لعمري فعل أهل التّقى |
|
وفعل من يطلب ما عنده |
قد عرف الله فذاك الذي |
|
آنسه الله به وحده |
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أخبرنا أبو عثمان الصّابوني ، قال : سمعت أبا محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن عماد العدل يقول : سمعت أبا الحسن علي بن عبد الله بن جهضم ـ بمكة ـ يقول : سمعت محمد بن الحسن بن زاد النقاش يقول : سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول : سمعت بشر بن الحارث يقول : حسبك أن أقواما موتى تحيى القلوب بذكرهم ، وأن أقواما أحياء تقسو القلوب برؤيتهم.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح الفقيه ، حدّثنا عبد الله بن محمد ، حدّثنا القاسم بن منبه ، قال : سمعت بشر بن الحارث يقول : ليس شيء من أعمال البرّ أحبّ إليّ من السخاء ولا أبغض إلي من الضيق وسوء الخلق.
أخبرنا أبو عبد الله ، أخبرنا أبو عثمان ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلمي ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد الصّفّار القاضي ، قال : سمعت أبا عبد الله الزّعفراني البغدادي يقول : بلغني عن بشر الحافي أن رجلا أتاه بكتاب من بعض إخوانه فقال للرجل : امض ، فقال له فالجواب يا أبا نصر؟ قال : قال ابن عباس : يروي لرد الجواب ما يرى لردّ السلام قال : فقال وصاحب حديث أيضا ، ثم قال : لو لم يكن في القناعة إلّا التمتع بالعزّ لكفى به شرفا. ثم أنشد (١) :
أقسمت (٢) بالله لرضخ النّوى |
|
وشرب ماء القلب المالحة |
أعزّ للإنسان من فقره (٣) |
|
ومن سؤال الأوجه الكالحة |
فاستشعر الناس (٤) تكن ذا غنى |
|
فترجعن (٥) بالصفقة الرابحة |
__________________
(١) الأبيات في حلية الأولياء ٨ / ٣٤٦.
(٢) في حلية الأولياء : أقسم.
(٣) الحلية : من حرصه.
(٤) في الحلية : فاستغن باليأس.
(٥) الحلية : مغتبطا.