ماء البحر ، ولا يشرب من حياض السلاطين حتى أضرّ بجوفه فرجع ، إلى أخته ، وأخذه وجع لا يقوم به إلّا أخته ، قال وهو يتّخذ المغازل فيبيعه ، فذاك كسبه.
قال : وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا الحسن العباس بن [محمّد بن عمر البزار بالكوفة يقول سمعت حمزة بن الحسين السمسار يقول سمعت](١) محمد بن يوسف الجوهري يقول : كنت أمشي مع بشر بن الحارث في يوم صائف منصرفا من الجمعة فاجتزنا بسور دار إسحاق بن إبراهيم ، وله [فيء](٢) ، فجعلت أزاحم بشرا إلى الفيء وهو يمشي في الشمس ، فقلت : والله لأسألنه إيش الورع أن يمشي إنسان في الشمس [فيضرّ بنفسه ، فقلت : يا أبا نصر أنا أضطرك إلى الفيء وأنت تمشي في الشمس؟!](٣) فقال مجيبا لي : هذا فيء سور فان (٤).
قال : أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو عمرو (٥) بن السّماك قال : قال المرورّوذي : سمعت عباس الدوري يقول : سمعت بشر بن الحارث يقول : ينبغي للرجل [أن](٦) ينظر خبزه من أين هو؟ ومسكنه الذي يسكنه أهله من أي شيء هو؟ ثم يتكلم.
أخبرنا أخبرنا أبو القاسم بن إسحاق ، أخبرنا رشأ بن نظيف ، أخبرنا الحسن بن إسماعيل ، حدّثنا أحمد بن مروان ، حدّثنا يحيى بن المختار ، قال : كان بشر لا ينام الليل ، تراه كأنه مهوّس ، فقيل له في ذلك فقال : أكره أن يأتيني أمر الله وأنا نائم.
أخبرنا أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، قال : سمعت والدي الإمام أبا القاسم يقول : سمعت الأستاذ أبا علي الدّقّاق يقول (٧) : مر بشر ببعض الناس فقالوا : هذا الرجل لا ينام الليل ، ولا يفطر إلّا في كل ثلاثة أيام مرة. فبكى بشر ، فقيل له في ذلك فقال : إني
__________________
(١ و ٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة ١٠ / ٦٠.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك في الموضعين عن مختصر ابن منظور ٥ / ١٩٦ والمطبوعة ١٠ / ٦٠.
(٤) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت «سور فان» عن المطبوعة ١٠ / ٦٠ وفي م والمختصر : هذا فيء سوء.
(٥) بالأصل «عمر» وقد تقدم قريبا.
(٦) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(٧) الرسالة القشيرية ص ٤٠٥.