وقوف على قبر مقيم بقفرة |
|
متاع قليل من حبيب مفارق. (١) |
ثم قال : السلام عليك يا أيوب وأنشأ يقول :
كنت لنا أنسا ففارقتنا |
|
فالعيش من بعدك مرّ المذاق (٢). |
ثم قال : أدن مني دابّتي يا غلام ، فركب ، ثم عطف رأس دابّته إلى القبر وقال :
لئن صبرت فلم ألفظك من شبع |
|
وإن جزعت فعلق منفس ذهبا (٣) |
وقال له عمر بن عبد العزيز : الصبر يا أمير المؤمنين ، فإنه أقرب إلى الله وسيلة وليس الجزع بمحيي من مات ، ولا رادّ ما فات. قال : صدقت وبالله التوفيق ، كذا قال ، والصواب سعيد بن عقبة وهو كاتب من كتّاب بني أمية.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص [أنا](٤) عبيد الله بن عبد الرّحمن السّكري ، حدّثنا زكريا [عن](٥) الأصمعي قال : بلغني أن رجلا عزّى سليمان بن عبد الملك عن ابنه أيوب فقال : إنّ من أحب البقاء وأمن الحدثان لعازب الرأي.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وغيره عن أبي محمد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلّاب ، أنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة ، أنا محمد بن سعد كاتب الواقدي ، أنا محمد بن عمر الواقدي ، قال : فيها يعني سنة ثمان وتسعين توفي أيوب بن سليمان.
وذكر أبو حسان الحسن بن عثمان الزّيادي أن أيوب توفي سنة ثمان وتسعين ، قال : ويقال : سنة تسع وتسعين ، وقد قيل : إن أيوب بقي إلى أن أدرك وفاة أبيه ، والأول أصح.
__________________
(١) البيت في الكامل للمبرد ٣ / ١٤١٨ والتعازي ص ١٤٦ والوافي بالوفيات ١٠ / ٤٦.
(٢) البيت في التعازي والوافي ، وفي التعازي : فأوحشتنا بدل ففارقتنا.
(٣) البيت في التعازي المراثي ص ١٤٦ برواية : فإن صبرت.
(٤) زيادة لازمة.
(٥) زيادة لازمة.