فقال : جزاه الله عن العناية خيرا ، نحن في غنى وسعة ، وأبى أن يأخذها.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم (١) ، نا محمّد بن جعفر ، نا محمّد بن إسماعيل ـ يعني ابن أحمد ـ نا صالح بن أحمد ، قال : شهدت ابن الجروي ـ أخا الحسن ـ وقد جاءه بعد المغرب ، فقال : أنا رجل مشهور ، وقد أتيتك في هذا الوقت ، وعندي شيء قد أعددته لك ، فأحبّ أن تقبله ، وهو ميراث. [فلم يقبل](٢) فلم يزل به فلما أكثر عليه قام ودخل. قال صالح : فأخبرت عن الحسن قال : قال لي أخي : لما رأيت كلما ألححت عليه ازداد بعدا قلت : أخبره كم هي؟ قلت : يا أبا عبد الله هي ثلاثة آلاف دينار ، فقام وتركني. قال صالح وقال لي يوما : أنا إذا لم يكن عندي قطعة أفرح.
قال (٣) : ونا أبو أحمد الغطريفي ، حدثني زكريا الساجي ، حدثني محمد بن عبد الرّحمن (٤) بن صالح الأزدي ، حدثني إسحاق بن موسى الأنصاري قال : دفع المأمون مالا فقال : أقسمه على أصحاب الحديث ، فإن فيهم ضعفا ، فما بقي أحد إلا أخذ إلّا أحمد بن حنبل فإنه أبى.
قال (٥) : ونا سليمان ، نا محمّد بن موسى بن حمّاد البربري (٦) قال : حمل إلى الحسن بن عبد العزيز الجروي ميراثه من مصر مائة ألف دينار فحمل إلى أحمد بن حنبل ثلاثة أكياس ، كلّ كيس ألف دينار ، فقال : يا أبا عبد الله هذه من ميراث حلال ، فخذها فاستعن بها على عيلتك. قال : لا حاجة لي بها ، أنا في كفاية ، فردّها ولم يقبل منها شيئا.
قال (٧) : ونا الحسين بن محمد [قال : سمعت شاكر بن جعفر يقول : سمعت أبا جعفر أحمد بن محمّد](٨) التستري يقول : كان غلام من الصيارفة يختلف إلى أحمد بن
__________________
(١) حلية الأولياء ٩ / ١٧٨.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية.
(٣) حلية الأولياء ٩ / ١٨١.
(٤) في حلية الأولياء : عبد الرحيم.
(٥) حلية الأولياء ٩ / ١٧٥.
(٦) في الحلية «اليزيدي» خطأ ، والصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء ١٤ / ٩١.
(٧) حلية الأولياء ٩ / ١٧٦.
(٨) ما بين معكوفتين سقط من حلية الأولياء ، ونبه مصححه إلى هذا النقص بحاشيته : «كذا في الأصل وفيه نقص في السند».