مكتسب (١) ، وأرانا عبد الرزّاق كفّه ومدّها فيها دنانير فقال أحمد : أنا بخير ولم يقبل مني.
قال (٢) : ونا أبو جعفر محمّد بن عبد الله بن محمّد القايني قال : سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمّد الجنابذي قال : سمعت عبد الرحمن بن محمّد بن إدريس يقول : سمعت أحمد بن سنان (٣) الواسطي يقول : بلغني أن أحمد بن حنبل رهن نعله عند خبّاز على طعام أخذه منه عند خروجه من اليمن ، وأكرى نفسه من ناس من الجمالين عند خروجه ، وعرض عليه عبد الرّزّاق دراهم صالحة فلم يقبلها [منه](٤).
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، قال : وفيما أنبأني أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الحسين محمّد بن أحمد بن تميم القنطري ، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السّلمي قال : قال لي إسحاق بن راهويه : أخبرك عن أبي عبد الله بشيء : كنت أنا وهو باليمن عند عبد الرّزّاق ، وكنت أنا فوق ـ في الغرفة ـ وهو أسفل ، وكنت إذا جئت لموضع اشتريت جارية. فنزلت يوما فقلت : يا أبا عبد الله : نحن فوق وأنت أسفل؟ ربما تحركنا. إن رأيت أن تكون فوق ونحن أسفل؟ فقال : لا ، ذاك أرفق بي ، وأنا يسرني ما أنتم فيه. فاطلعت على أن نفقته فنيت فعرضت عليه فأبى. قلت : يا أبا عبد الله إن شئت قرض (٥) ، وإن شئت صلة فأبى ، فنظرت فإذا هو ينسج التكك ويبيع وينفق.
قال : وفيما أنبأني أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ، نا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن الحجاج بن رشدين بن سعد ، نا محمّد بن سعيد الترمذي ، قال : قدم صديق لنا من خراسان فقال : إنّي اتّخذت بضاعة ، ونويت أن أجعل ربحها لأحمد بن حنبل ، فخرج ربحها عشرة آلاف درهم ، فأردت حملها إليه ، ثم قلت : حتى أذهب إليه ، فأنظر : كيف الأمر عنده؟ فذهبت إليه فسلّمت عليه ، فقلت : فلان ، فعرفه ، فقلت : إنه أبضع بضاعة وجعل ربحها لك ، وهو عشرة آلاف درهم.
__________________
(١) في الحلية : مكسب.
(٢) حلية الأولياء ٩ / ١٧٥.
(٣) الحلية : «سليمان».
(٤) زيادة عن الحلية.
(٥) كذا ، والصواب بالنصب.