ماسي ، والحسن بن رشيق المصري ، وخلق يطول ذكرهم. وكان قد سمع وكتب من الكتب الطوال ، والمصنّفات الكبار ، ما لم يكن عند غيره. وقدم بغداد دفعات كثيرة ، وآخر ما قدم علينا في سنة تسع وأربعمائة ، وسمعنا منه في رباط الصّوفية الذي عند جامع المنصور ، فإنه كان نزل هناك ، ثم خرج إلى مكة ، ومضى منها إلى مصر فأقام بها حتى مات بمصر في يوم الثلاثاء السّابع عشر من شوال سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، وكان ثقة صدوقا متقنا خيرا فاضلا (١) صالحا.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا (٢) ، قال : أبو سعد أحمد بن محمّد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الماليني ، كان جوّالا مكثرا ، قال لي أبو إسحاق الحبّال : كأنّ الإسناد ، كان يمسك له في البلاد حتى يدركه ، جاء إلى مصر فأدرك ابن رشيق ، وعاش وعاد إلى مصر ، وحدّث بها كثيرا.
أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني قال : سمعت المبارك بن عبد الجبّار الصيرفي ـ ببغداذ ـ يقول : سمعت عبد العزيز بن علي الأزجي يقول : أخذت من أبي سعد الماليني أجرة النسخ والمقابلة خمسين دينارا في دفعة واحدة.
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، نا أبو بكر الخطيب ، قال : مات أبو سعد الماليني بمصر في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه وأبي الفضل بن ناصر قلت : أجاز لكم إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبّال قال : سنة ثنتي عشرة وأربعمائة مات أبو سعد الماليني يوم الثلاثاء السّابع عشر من شوّال.
١٠٤ ـ أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب
أبو بكر الخوارزمي
المعروف بالبرقاني (٣) الحافظ الفقيه
ذكر لي أبو محمّد الفقيه بن الأكفاني أنه قدم دمشق وسمع بها : من أبي بكر بن أبي
__________________
(١) اللفظة سقطت من تاريخ بغداد.
(٢) الإكمال لابن ماكولا ٣ / ١٧٩.
(٣) البرقاني بفتح الباء نسبة إلى برقان ، من قرى خوارزم.