محمّد بن عمرو البصري ، نا محمّد بن إبراهيم بن عاصم ـ بسجستان ـ أنا أبو بكر محمّد بن يحيى ـ خادم المزني ـ نا أبو إبراهيم المزني ، قال : قال الشافعي : لمّا دخلت على هارون الرّشيد قلت بعد المخاطبة : إني خلّفت اليمن ضائعة تحتاج إلى حاكم قال : فانظر رجلا ممن يجلس إليك حتى توليه قضاءها ، فلما رجع الشافعي إلى مجلسه ورأى أحمد بن حنبل من أمثلهم أقبل إليه (١) فقال : إني كلمت أمير المؤمنين أن يولي قاضيا باليمن ، وإنه أمرني أن اختار رجلا ممن يختلف إليّ ، وأني قد اخترتك فتهيّأ حتى أدخلك على أمير المؤمنين يوليك قضاء اليمن ، فأقبل عليه أحمد بن حنبل وقال : إنّما جئت إليك أقتبس منك العلم ، تأمرني أن أدخل لهم في القضاء؟ [ووبخه](٢) فاستحيا الشافعي.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، نا سليمان بن أحمد ، نا محمّد بن عبدوس بن كامل ، حدثني شجاع بن مخلد ، قال : كنت عند أبي الوليد الطيالسي فورد عليه كتاب أحمد بن حنبل فسمعته يقول : ما بالمصرين (٤) ـ يعني البصرة والكوفة ـ أحد أحبّ إليّ من أحمد بن حنبل ولا أرفع قدرا في نفسي منه.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين وأبو نصر بن رضوان ، وأبو غالب بن البنا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا محمّد بن يونس ، سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول : كنت حاضرا أحمد بن حنبل رحمهالله تعالى وقد اجتمع عنده شيوخ أهل البصرة : مالك بن عبد الواحد ، وعلي بن المديني ، ويحيى بن سعيد. فأقبل أبو الوليد على علي فقال : يا أبا الحسن ، لقد قام أحمد بن حنبل مقاما عرف الله عزوجل له. وكان يحيى بن سعيد به معجبا.
أخبرنا أبو المظفّر الصّوفي ، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد الله الحافظ ـ قراءة عليه ـ نا علي بن عيسى الحيري (٥) ، نا أبو بكر الجارودي ، قال : سمعت أحمد بن
__________________
(١) في مختصر ابن منظور ٣ / ٢٤٣ «عليه».
(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن مختصر ابن منظور.
(٣) حلية الأولياء ٩ / ١٧١.
(٤) حلية الأولياء : بالبصرتين.
(٥) هذه النسبة ـ بكسر الحاء ـ إلى الحيرة ، موضعان : الأول بالعراق عند الكوفة ، والثاني بخراسان عند نيسابور (انظر الأنساب).