فى شكرك ، وقصّر من عجلتك (١) ، وقف عند منتهى رزقك.
٢٧٤ ـ وقال عليه السلام : لا تجعلوا علمكم جهلا ، ويقينكم شكّا (٢) إذا علمتم فاعملوا ، وإذا تيقّنتم فأقدموا.
٢٧٥ ـ وقال عليه السلام : إنّ الطّمع مورد غير مصدر (٣) ، وضامن غير وفىّ ، وربّما شرق شارب الماء قبل ريّه (٤) ، وكلّما عظم قدر الشّىء المتنافس فيه عظمت الرّزيّة لفقده ، والأمانىّ تعمى أعين البصائر ، والحظّ يأتى من لا يأتيه.
٢٧٦ ـ وقال عليه السلام : الّلهمّ إنّى أعوذ بك [من] أن تحسّن فى لامعة العيون علانيتى ، وتقبّح فيما أبطن لك سريرتى ، محافظا على رثاء النّاس من نفسى بجميع ما أنت مطّلع عليه منّى ، فأبدى للنّاس حسن ظاهرى ، وأفضى
__________________
قلبه ثم يأخذه من حيث لا يشعر ، ولا يقنط مبتلى فقد تكون البلوى صنعا من اللّه له يرفع بها منزلته عنده
(١) أى : قصر من العجلة فى طلب الدنيا.
(٢) من لم يظهر أثر علمه فى عمله فكأنه جاهل وعلمه لم يزد على الجهل ، ومن لم يظهر أثر يقينه فى عزيمته وفعله فكأنه شاك متردد ، إذ لو صح اليقين ما مرض العزم
(٣) أى : من ورده هلك فيه ، ولم يصدر عنه
(٤) شرق ـ كتعب ـ أى : غص ، تمثيل لحالة الطامع بحال الظمآن : فربما يشرق بالماء عند الشرب قبل أن يرتوى به ، وربما هلك الطامع فى الطلب قبل الانتفاع بالمطلوب.