١٢٥ ـ وقال عليه السلام : لأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلى : الإسلام هو التّسليم ، والتّسليم هو اليقين ، واليقين هو التّصديق ، والتّصديق هو الإقرار ، والإقرار هو الأداء ، والأداء هو العمل.
١٢٦ ـ وقال عليه السلام : عجبت للبخيل يستعجل الفقر (١) الّذى منه هرب ، ويفوته الغنى الّذى إيّاه طلب ، فيعيش فى الدّنيا عيش الفقراء ، ويحاسب فى الآخرة حساب الأغنياء ، وعجبت للمتكبّر الّذى كان بالأمس نطفة ويكون غدا جيفة ، وعجبت لمن شكّ فى اللّه وهو يرى خلق اللّه ، وعجبت لمن نسى الموت وهو يرى الموتى ، وعجبت لمن أنكر النّشأة الأخرى وهو يرى النّشأة الأولى ، وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء!!!
١٢٧ ـ وقال عليه السلام : من قصّر فى العمل ابتلى بالهمّ (٢) ولا حاجة للّه فيمن ليس للّه فى ماله ونفسه نصيب.
١٢٨ ـ وقال عليه السلام : توقّوا البرد فى أوّله ، وتلقّوه فى آخره فانّه
__________________
(١) الفقر : ما قصر بك عن درك حاجتك ، والبخيل تكون له الحاجة فلا يقضيها ، ويكون عليه الحق فلا يؤديه فحاله حال الفقراء يحتمل ما يحتملون ، فقد استعجل الفقر وهو يهرب منه بجمع المال
(٢) الهم : هم الحسرة على فوات ثمراته ، ومن لم يجعل للّه نصيبه فى ماله بالبذل فى سبيله ، ولا فى روحه باحتمال التعب فى إعزاز دينه ، فلا يكون له رجاء فى فضل اللّه ، فانه لا يكون فى الحقيقة عبد اللّه بل عبد نفسه والشيطان.