ويصحّ في كلّ وقت يصحّ فيه الصوم (١) ، وأفضل أوقاته شهر رمضان (٢) ،
______________________________________________________
(وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (١).
فإنّ جعل الاعتكاف قسيماً للطواف وللركوع والسجود أي الصلاة وعدّه قبالاً لهما فيه دلالة واضحة على أنّه بنفسه عبادة مستقلّة وأنّه مشروع لنفسه من غير اعتبار ضمّ قصد عبادة أُخرى معه ، ومعه لا حاجة إلى التماس نصّ يدلّ عليه.
وثانياً : الاستشعار من بعض الأخبار ، وعمدتها صحيحة داود بن سرحان ، قال : كنت بالمدينة في شهر رمضان فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : إنّي أُريد أن أعتكف ، فماذا أقول؟ وما ذا أفرض على نفسي؟ «فقال : لا تخرج من المسجد إلّا لحاجة لا بدّ منها ، ولا تقعد تحت ظلال حتّى تعود إلى مجلسك» (٢).
فإنّ ظاهرها السؤال عن حقيقة الاعتكاف قولاً وفعلاً ، فلم يجبه (عليه السلام) بأكثر من العزم على اللبث ، وانّه متى خرج لحاجة ملحّة يعود فوراً بعد قضائها ، فلا يعتبر في حقيقته شيء آخر وراء ذلك.
(١) بلا خلاف ولا إشكال ، لإطلاق الروايات وعدم التقييد في شيء الضعاف منها بوقت خاصّ.
(٢) للعناية بشأنه في هذا الشهر كما يفصح عنه موثّق السكوني عن الصادق (عليه السلام) : «قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : اعتكاف عشر في
__________________
(١) البقرة ٢ : ١٢٥.
(٢) الوسائل ١٠ : ٥٥٠ / أبواب الاعتكاف ب ٧ ح ٣.