كمال القدرة ، وتمام الصنعة ، وعلوّ الحكمة ؛ يستدلّ بها المتفكّرون ، ويتذكّر بها المتذكّرون ؛ بحيث لا يبقى لهم ريب في وجود الصانع ، واتّصافه بأكمل الصفات ، وأجمل السمات.
وفي أنّه هو الله الّذي لا إله إلّا هو الحيّ القديم القادر على كلّ شيء ، والسلطان على كلّ شيء ، والظاهر آياته في كلّ شيء ، والباهر علاماته في كلّ شيء لكلّ شيء ، والمشهود آثار إبداعه لكلّ شيء ، في ملكوت كلّ شيء ، والمتلألئ جوهريّات حقائق حكمته في ذاتيّات كلّ شيء ، والمتبلّج أنوار آيات لاهوتيّته في هويّات كلّ شيء ، والمتشعشع بوارق ظهورات جبروتيّته في كينونيّات كلّ شيء حتّى شهد كلّ شيء بظهورات اللاهوت ، وشؤونات الهاهوت ، وإشراقات الجبروت ، ومقامات الملكوت ، وعلامات الملك في عالم الثبوت ، ودلالات ذاتيّات الناسوت ؛ على أنّه تعالى هو الإله الّذي ظهر لنفسه بنفسه في أزل الآزال ، واحتجب بسرادق عزّ كينونته عن القلوب والأنظار ، وأنّه هو الفرد الّذي لم يزل كان بلا وجود شيء معه ، ولا يزال هو كائن بمثل ما كان له من الكينان ، وأنّه الحقّ الأحد الّذي ليس له وصف في الإبداع ، ولا نعت في الاختراع ، ولا ذكر لأهل الإمكان في عالم العيان.
كيف لا يشهد على ذلك وقد تلألأت جواهر الياقوت في أرض الناسوت ، وتشعشعت أنوار اللاهوت في سماء الهاهوت ، واستلاحت أقمار الملكوت على قابليّات الثبوت.
وهذا هو السرّ في تأكّد الأمر بالاستدلال بهذه الأمور على مقام صرف النور ، وشؤونات التجلّي لأهل الطور ؛ كما قال : (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ