حدّ ذاته ورتبته بحيث لا يصلح ذلك لغيره ، ولا غير ذلك له.
وهذه المعرفة ليست معرفة حقيقيّة ، بل معرفة إمكانيّة بحسب طاقة العارفين ؛ إذ المعرفة الحقيقية بالذات ليست إلّا للذات :
در ره عشق نشد كس بيقين محرم راز |
|
هركسى بر حسب فهم گمانى دارد |
الثانية : معرفة المعاني ، أي معاني أسماء الحقّ تعالى ومظاهرها كما قال : وأمّا المعاني فنحن معانيه وظاهره فيكم ، اخترعنا من نور ذاته ، وفوّض إلينا أمور عباده ، فنحن نفعل بإذنه ما نشاء ، ونحن إذا شئنا شاء الله ، وإذا أردنا أراد الله ، ونحن أحلّنا الله هذا المحلّ ، واصطفانا من بين عباده ، وجعلنا حجّته في بلاده ، فمن أنكر شيئا وردّه فقد ردّ على الله ، وكفر بآياته ، وأنبيائه ورسله ... إلى آخره.
وهذه هي المعاني الّتي أشار إليها في دعاء رجب : «اللهم إنّي أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك ، المأمونون على سرّك ، المستبشرون بأمرك ، الواصفون لقدرتك ، المعلنون ، لعظمتك ، أسألك بما نطق فيهم من مشيّتك ، فجعلتهم معادن لكلماتك ، وأركانا لتوحيدك ، وآياتك ومقاماتك الّتي لا تعطيل لها في كلّ مكان ، يعرفك بها عن عرفك ، لا فرق بينك وبينها إلّا أنّهم عبادك وخلقك.
إلى أن قال : فبهم ملأت سماءك وأرضك ، حتّى ظهر أن لا إله إلّا أنت ... إلى آخره.
ولا يخفى أنّ أفضل تلك المعاني هو المظهر لاسم الذات أعني محمّدا صلّى الله عليه وآله الّذي هو فوق كلّ شيء بعد مقام الحقّ تعالى ، فيجب