قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر

بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر

بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر

تحمیل

بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر

16/356
*

منها : أنّ المراد بـ «الإنسان» هو آدم الظاهر أبو البشر ، فإنّه لقد أتى عليه حين لم يكن مذكورا فيه بالوجود أصلا ، ثمّ وجد ، فلم يكن قبل ذلك شيئا مذكورا ، وإطلاق «الإنسان» بالنظر إلى الفعل ، أي الإنسان الّذي هو إنسان الآن ونحو ذلك الإطلاق كثير.

ومنها : أنّ المراد به هو أيضا ، فإنّه مكث أربعين سنة طينا لم يكن شيئا مذكورا لا في السماء ولا في الأرض ، بذكر الحياة والنبوّة ، بل كان جسدا ملقى من الطين قبل أن ينفخ فيه الروح ، وللوصف على ذلك المفهوم ؛ كما قال أبو جعفر عليه السلام : كان شيئا ولم يكن مذكورا (١).

وإطلاق لفظ «الإنسان» عليه قبل النفخ مجاز باعتبار ما يؤول إليه من قبيل إطلاق الخمر على العصير بذلك الاعتبار.

ومنها : أنّ المراد الجنس ، فالحين الّذي لم يكن فيه شيئا مذكورا هو قبل الولادة ، فإنّه كان حينئذ بحيث لا يعرف ولا يذكر ولا يدري من هو ، وما يراد به ، وكان معدوما فوجد في صلب أبيه ، ثمّ في رحم أمّه إلى وقت الولادة.

هذا إذا لم يعتبر الوصف ، وإلّا فالمراد بذلك الحين هو حين كونه في الصلب أو الرحم خاصّة ، فإنّه كان شيئا ولكن غير مذكور بالحياة.

ومنها : أنّ المراد بـ «الإنسان» العلماء ؛ نظرا إلى كونهم من أفراده الشائعة ، وذلك لأنّهم كانوا لا يذكرون بين الناس ، فصيّرهم الله بالعلم مذكورين بين الخاصّ والعامّ في حياتهم وبعد مماتهم.

ومنها : أنّ المراد به جميع الأنبياء والأولياء ، فإنّه لقد أتى على كلّ واحد

__________________

(١) بحار الأنوار ٥ : ١٢٠.