إلى آخره : هي عين في دار النبيّ صلّى الله عليه وآله تفجّر إلى دور
الأنبياء والمؤمنين . انتهى.
أقول
: لعلّ المراد
بدار النبيّ صلّى الله عليه وآله هي دار الولاية ، وفيما ذكره عليه السلام من أنّ
تلك العين تفجّر ... إلى آخره ، إشارة إلى ما هو المقرّر في مقامه من أنّ الخاتم
صلّى الله عليه وآله منشأ لجميع الكمالات.
بمعنى أنّه :
ما من كامل نبيّا كان أو وليّا مؤمنا ، إلّا وقد اقتبس العلم والكمال من مشكاة علم
النبيّ صلّى الله عليه وآله ، فعلمه صلّى الله عليه وآله علم كلّيّ تامّ ، وعلوم
غيره ممّن هو في عالم الإمكان جزئيّات علمه صلّى الله عليه وآله ، فعلمه صلّى الله
عليه وآله ينبوع العلوم والحكم يجري إلى المستعدّ لذلك المقام ، أي مقام العلم
والعرفان كالأنبياء والمؤمنين العارفين.
وبهذا لقد فضّل
نبيّنا صلّى الله عليه وآله على سائر الأنبياء ، لأنّه معلّم الكلّ ، وهاد الجميع
إلى الشرف المنيع ، وهو أب الأنبياء كلّهم ؛ حيث ربّاهم بما كان عارفا به من
الآداب والأخلاق والعلوم والفضائل ، فهو السابق على الكلّ من حيث المرتبة.
وهذا هو السرّ
في قوله : آدم ومن دونه تحت لوائي .
وقال : لو كان
موسى حيّا لما وسعه إلّا اتّباعي .
وقال عليه
السلام :
__________________