التسوية بين الروايات ثقة بجامعيها ومخرجيها ، والشيخ لا يضمر للروايات المتهالكة خيراً في نفسه بسكوته عنها بل يدعها إلى قارئه ، فما الحاجة إلى نقضها إذا كان القارئ مقتنعاً بمحتواها ، أمّا الصنف الآخر من القرّاء فعليه يقع عبأ الغربلة إن كان من أهلها ليسلم الشيخ رحمهالله من تبعات التخريج ، فإنّ الحكم على حديث أهل البيت ورواياتهم لازمهُ رهن النيّة وقبول المسئوليّة أمام الله تعالى.
لهذا لا أعجب من أن يحجزه الورع عن ردّ الرواية أو نقدها ولا مانع من نقلها معزوّة إلى مخرجيها ولا دليل يدلّ على قبولها بالقطع واليقين عند المؤلّف.
كلّ هذا يجب أن يضعه منتقدوه مدّ أبصارهم قبل أن يلمزوا نتاج قلمه بصفة غير مستحبّة ، فهل فعلوا ؟!
والشيخ غزير الإنتاج أثرى المكتبتين العربيّة والفارسيّة وإن كان حظّ الأُولى منه قليلاً مع أنّك حين تقرئه بلغة الضاد تحسبه ابن بجدتها ، يجري بالفقرات متدفّقاً تدفّق العذب الفرات ، وبالرجوع إلى كتابه « تاريخ سامرّاء » يتجلّى الحقّ واضحاً لعين القارئ.
فقد قال في نعته الحجّة الثبت العلّامة الطهراني رحمهالله :
« تاريخ سامرّاء » الموسوم بمآثر الكبراء للخطيب المعاصر
الشيخ ذبيح الله بن محمّد علي المحلّاتي المولود بها سنة ١٣١٠ ، نزيل سامرّاء ، كبير في خمس مجلّدات ضخام ، رأيته بخطّه ، بيّن فيه ما يتعلّق بسامرّاء قبل الإسلام وبعده ، قديماً وحديثاً ، وذكر أحوال أبنتيها وقصورها ومشاهدها وأحوال من دخل إليها ومن ثوى بها من الخلفاء والملوك والعلماء وتفصيل أحوال الإمامين العسكريّين والحجّة المنتظر عليهمالسلام
وأصحابهم والرواة عنهم والعلماء النازلين بساحتهم ، وجعل