خاصّة أو تناول حقوقهم ، وكان يغلظون له القول ، وكتاب « الوافدين والوافدات » شاهد صدق على ما نقول.
ويقول العلّامة المعاصر الحاجي ميرزا خليل كمرئي في كتابه « مسلم » (١) نقلاً عن شرح ابن أبي الحديد حيث قال عن خروج عقيل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام هل كان في حياته أو بعد شهادته : فأمّا عقيل فالصحيح الذي اجتمع ثقات الرواة عليه أنّه لم يجتمع مع معاوية إلّا بعد وفاة أمير المؤمنين عليهالسلام (٢) والشاهد على ذلك الرسالة المتبادلة بين الإمام عليهالسلام وبين عقيل ، والعلّامة المذكور أعلاه أسند الرسالة إلى عدد من المصادر في كتابه مثل الأغاني لأبي الفرج (٣) وشرح ابن أبي الحديد (٤) والإمامة والسياسة لابن قتيبة (٥) ، والدرجات الرفيعة (٦) لسيّد علي خان ، وجمهرة رسائل العرب (٧) وتحتوي الرسالة : لمّا علم عقيل بخذلان أهل الكوفة للإمام حتّى لجأ الإمام إلى الاحتجاب عنهم في بيته ، كتب إليه هذه الرسالة :
لعبدالله عليّ أمير المؤمنين عليهالسلام ، من عقيل بن أبي طالب ، سلامٌ عليك ، فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو ، أمّا بعد ، فإنّ حارسك من كلّ سوء وعاصمك من كلّ مكروه وعلى كلّ حال ، إنّي قد خرجت إلى مكّة معتمراً فلقيت عبدالله بن أبي سرح في نحو من أربعين شابّاً من أبناه الطلقاء فعرفت المنكر في وجوههم ،
__________________
(١) مسلم ، ص ٧٥.
(٢) مسلم ، ص ٧٠. وفي شرح النهج ، ج ١٠ ص ٢٥٠.
(٣) الأغاني ، ج ١٥ ص ٤٤.
(٤) شرح نهج البلاغة ، ج ١ ص ١٥٥.
(٥) الإمامة والسياسة ، ج ١ ص ٤٥.
(٦) الدرجات الرفيعة ، في ترجمة عقيل. (المؤلّف)
(٧) جمهرة رسائل العرب ، ج ١ ص ٥٩٦.