والمحدّث القمّي في نفس المهموم ، ونقلها غيرهم ، وهذا صريح بكونه صاحب أهل وعيال (١).
وأمّا عبارة الزيارة المرويّة عن أبي حمزة الثمالي عن الصادق عليهالسلام فقد جاء فيها لفظ أهل بيتك وأولادك ، وقد نقلها العلّامة المجلسي في المزار وفي تحفة الزائر ، والحاجي النوري في هدية الزائرين. ويقول الحاجي النوري بعد أن قوّى القول الثامن والعشرين أو الخامس والعشرين : وبناءاً على ما تقدّم فإنّ ما ينقله بعض الذاكرين في مصيبة عليّ الأكبر نظماً ونثراً من القول المشعر بعدم زواجه وأنّه فارق الدنيا عزباً فلا أصل له ولا واقع لأنّه بعيد عن سيرة أهل البيت من بلوغهم هذه السنّ وبقائهم عزّاباً مع ما يحرضون به الشيعة من التكبير في تزويج أبنائهم.
طائفة من مكارم أخلاق شبيه المصطفى وكرمه وسخائه :
بعد ما ذكرناه آنفاً من تمثيل عليّ الأكبر جدّه المصطفى من الفرق إلى القدم كما تمثّل المرآة الناظر فيها فلا تحتاج مكارم أخلاقه إلى الاستدلال أو الإثبات ولم يُبق قول الحسين عليهالسلام قولاً لقائل ، ومن المقطوع به بأنّ فضائله الخلقيّة تدرّجت في رتبها الراقية حتّى طوت مراحل الكمال وبلغت أقصاه ، وهكذا يتمّ التدرّج بالنسبة للإنسان الكامل ، وعليّ الأكبر عليهالسلام قطع هذا الطريق الطويل النائي بأسرع وقت
__________________
(١) وأمّا الزيارة الطويلة المرويّة عن الثمالي عن الصادق قال في زيارة عليّ بن الحسين المقتول بالطفّ : صلّى الله عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأبناءك وأُمّهاتك الأخيار. حادي عشر البحار ، ج ٤٥ ص ٣٣٤ ، وص ١٤٧ من تحفة الزائر وهديّة الزائرين. (منه)
أقول : راجع كذلك : كامل الزيارات ، ص ٤١٦ ؛ وبحار الأنوار ، ج ٩٨ ص ١٨٦ ؛ وجامع أحاديث الشيعة ، ج ١٢ ص ٤٨٥ ـ المترجم. وقال المؤلّف في الهامش : وفي كامل الزيارة بسند صحيح عن رجال كبار من أهل الثقة مثل ابن مهزيار وابن أبي عمير أنّ الزيارة كما يلي : « صلّى الله عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأُمّهاتك الأخيار ».