البركة في صغرها ، ونفذت إلى أحشائها
هذه العلقة وإلى رحمها وتغذّت بدمها حتّى بلغت هذا الحجم.
ثمّ أقام هؤلاء الفتيان الأربعة في الكوفة وأعرضوا عن
معاوية وترسّخت عقيدتهم بالإمام وزاد يقينهم به ، زوّجوا أُختهم في الكوفة ، ولازموا الإمام
وأقاموا معه ، وصحبوا الإمام الحسن بعد شهادة أمير المؤمنين عليهالسلام
، ثمّ صحبوا الحسين سيّد الشهداء بعد وفاة الإمام الحسن عليهالسلام
إلى أن استشهدوا معه بأرض كربلاء رضوان الله عليهم .
أقول : في الكتاب المذكور رواية أُخرى تشبه الرواية
المتقدّمة بسنده عن عمّار ابن ياسر ، وقد رواها المجلسيّ في تاسع البحار ونقلها السيّد البحراني في مدينة المعاجز ، وأنا أذكر ملخّصاً لها هنا لمناسبتها للرواية التي سلفت وإن كان موضوعها خارجاً عمّا نحن فيه ، وربّما كانت الروايتان واحدة لشدّة شبه أحدهما بالأُخرى.
عن بصير بن مدرك قال : حدّثني عمّار بن ياسر ذو الفضل
والمآثر ، قال : كنت بين يدي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
وكان يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت في صفر وإذا بزعقة قد ملأت المسامع وكان عليّ عليهالسلام
على دكّة القضاء ، فقال : يا عمّار ، ائت بذي الفقار ، وكان وزنه سبعة أمنان وثلثا منّ بالمكّيّ ، فجئت
به ، فانتضاه من غمده ـ فصاح من عمده ـ وتركه وقال : يا عمّار ، هذا يوم يكشف
__________________