قال أبو مخنف : فحدّثني جميل بن مرثد قال : حدّثني
الطرمّاح بن عدي : فودّعته وقلت له : دفع الله عنك شرّ الجنّ والإنس ، إنّي قد امترت لأهلي من الكوفة ميرة ومعي نفقة لهم فآتيهم فأضع ذلك فيهم ، ثمّ أقبل إليك إن شاء الله فإن ألحقك فوالله لأكوننّ من أنصارك.
قال عليهالسلام
: (فإن كنت فاعلاً فعجّل رحمك الله).
قال : فعلمت أنّه مستوحش إلى الرحال حتّى يسألني التعجيل
، قال : فلمّا بلغت أهلي وضعت عندهم ما يصلحهم وأوصيت ، فأخذ أهلي يقولون : إنّك لتصنع مرّتك هذه شيئاً ما كنت تصنعه قبل اليوم ، فأخبرتهم بما أُريد وأقبلت في طريق بني ثعل حتّى إذا دنوت من عُذيب « الهجانات » استقبلني « سماعة بن بدر » فنعاه إليّ فرجعت .
فظهر ممّا تقدّم أنّ صاحب هذا الخبر هو الطرمّاح بن
الحكم لا الطرمّاح بن عدي.
الثالث : في موت الطرمّاح في المعركة
وعدمه فهل يا ترى حمله قومه من المعركة وداووه حتّى برئ ـ كما نقلنا ذلك في صدر ترجمته عن المامقاني ـ أو أنّهم احتزّوا رأسه في نفس الوقت كما قال ذلك آخرون. وبناءاً على المعنى الأوّل المنقول عنه من رؤية الفرسان العشرين ثمّ تبيّن أنّه النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآله ولا
استبعاد في ذلك ، وبناءاً على المعنى الثاني فإنّه ساقط عن الاعتبار ، والله أعلم بحقيقة الحال.
__________________