وهم يكشفون الخطب لا السيف في الـ |
|
ـوغى بأمضى شبا منهم ولا هو أرهف |
إذا هتف الداعي بهم يوم من دم |
|
الفوارس أفواه الضبا تترشّف |
أجابوا ببيض طائعاً يغضب القضا |
|
إلى حيث شائت ما يزال يصرف |
ومن تحتها الآجال تسري وقوفها |
|
لواء من النصر الإلهي يرفرف |
لهم سطوات تملأ الدهر دهشة |
|
وتنبثّ منها الشمّ والأرض ترجف |
عجبت لقوم ملأ أدراعهم ردّى |
|
وملأ ردائيهم تُقًى وتعفّف |
هُداة أجابوا داعي الله فانتهى |
|
بهم لقصور في ذُرى الشهد أشرف |
فأيّة نفس ليس تذهب حسرة |
|
عليهم وقلب بالأسى ليس يتلف .. (١) |
خطبة زهير وشهادته
قال أبو مخنف : فحدّثني عليّ بن حنظلة الشبامي (وعلى هذا من المؤرخين وأبوه من شهداء كربلاء وقد مرّت ترجمته آنفاً) عن رجل من قومه شهد مقتل الحسين حين قُتل يقال له : كثير بن عبدالله الشعبي (وهو قاتل زهير عليهالسلام) قال : لمّا زحفنا قبل الحسين عليهالسلام خرج إلينا زهير بن القين على فرس له ذنوب ، شاك في السلاح ، فقال : يا أهل الكوفة ، نذار لكم من عذاب الله نذار ، إنّ حقّاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم ونحن حتّى الآن إخوة (و) على دين واحد ، وملّة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف ، وأنتم للنصيحة منّا أهل ، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنّا أُمّة وأنتم أُمّة (وكنتم أُمّة) ، إنّ الله قد ابتلانا وإيّاكم بذرّيّة نبيّه محمّد صلىاللهعليهوآله لينظر ما نحن وأنتم عاملون ، إنّا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية
__________________
(١) من قصيدة له أوّلها :
على كلّ واد دمع عينيك ينزف |
|
وما كلّ واد جُزت فيه المعرّف |
الدرّ النضيد ، ص ٢١٨.