بنفسي وآبائي نفوساً أبيّة |
|
يجرّعها كأس المنيّة مترف |
وهم خير من تحت السماء بأسرهم |
|
وأكرم من فوق السماء وأشرف |
تذنيبٌ فيه رؤيً صادقة (١)
كتب العلّامة النوري في دار السلام ، فقال : أخبرني الشيخ جعفر التستري رحمهالله قال : لمّا أنهيت الطلب للعلوم الدينيّة وآن أوان النشر والانتاج والإنذار ، عدت إلى وطني الذي ألفته وشرعت في إرشاد الناس وهدايتهم وتبليغ الأحكام الدينيّة ، وبما أنّي لم أتمرّس على الصناعة المنبريّة فقد كنت في شهر رمضان أعظ الناس من تفسير الصافي وكذلك في أيّام الجمع من على المنير ، وفي أيّام عاشوراء أقرأ كتاب روضة الشهداء لملّا حسين الكاشفي ، فلم يكن يحصل ما أُريد من الوعظ المفيد والإنذار الجيّد والبكاء المطلوب ، حتّى مرّ عليَّ وأنا على هذه الحالة سنوات عدّة ، ولمّا هلّ علينا المحرّم قلت في نفسي : إلى كم أنا ثابت لا أحول ولا أزول عن ملازمة الكتاب ، وفي التعزية وذكر المصاب أفزع إلى الكتاب فأقرأ فيه المصيبة ، فعزمت على إحداث التغيير ولكن لم تسعف الحال ولم آت بشيء يرضيني ، ومِن ثمّ ساءت خلقي واعترتني كآبة لذلك وأحسست بقلبي الكسير وطبعي الشرس.
فرأيت في عالم النوم أنّي في كربلاء وكأنّي في اليوم الذي نزل فيه الحسين بكربلاء ، ورأيت مضارب الحسين عليهالسلام في ناحية من الأرض والعساكر في ناحية أُخرى وهي مستعدة للنزال ، فدخلت خباء سيّد الشهداء عليهالسلام وسلّمت عليه فاستدعاني وأجلسني إلى جنبه وراح يداعبني ، ثمّ التفت إلى حبيب وقال له : شيخ جعفر اليوم ضيفنا والماء لا يوجد عندنا ولكن جئنا بالسويق ، فأقبل به حبيب
__________________
(١) هذا العنوان من وضع المؤلّف بالعربيّة.