ويضيف الدكتور شريعتي في كتاب آخر حول
هذا الموضوع : « باعتباري متخصص في التاريخ والمسائل
الاجتماعية ، اقول بصراحة ، لا يوجد في اسفل اي معاهدة استعمارية خلال القرنين الماضيين توقيع لمعمم درس في النجف ، في حين ان هذه المعاهدات مليئة بتواقيع الدكتور الفلاني والمهندس الفلاني من الذين درسوا في الخارج ( وهو ما يخجل الجميع ). ومن جهة اخرىٰ ، في مقدّمة كل
حركة تقدمية مناهضة للاستعمار في هذه الدول نجد شخصية عالم دين مسلم ، خاصة من الشيعة ، وانتم الذين تريدون اجتثاث هذه القاعدة الثقافية المتأصلة في عمق تاريخنا وفي اعماق وجدان مجتمعنا ، ما هو البديل الذي تطرحونه كقاعدة ثقافية وجماهيرية لكم باعتباركم متنورين ومثقفين رساليين ، مقابل الاستعمار الثقافي الغربي ؟ (١) وفي مكان آخر من الكتاب ذاته ، يقول
الدكتور علي شريعتي : « ان اكبر قاعدة يمكن ان نرجوا منها وعي
جماهيرنا ، وتقديم الاسلام الحقيقي لهم ، والتي يمكنها ان تعلب دوراً قوياً وحياتياً في انهاض الناس فكرياً واحياء الروح الاسلامية وايجاد حركة وعي الاسلامي وتكون قوة مقتدرة ، هي « الحوزة ». « طلبة الحوزة » وتلك الغرف الضيقة
والمظلمة التي خرج منها السيد ________________
(١) اقبال : ٦٣.