الحقيقة يكفي ان
نشير الىٰ قرار ألغاء الرّق في أمريكا الذي أعلنه ابراهام لينكولن ، رئيس الجمهورية سنة ١٨١٦ ، والذي ادىٰ الىٰ وقوع الحرب
الاهلية بين الشمال والجنوب والمآسي التي تعرضت لها ولايات الشمال والجنوب علىٰ السواء ، ( كان الجنوب يعارض الغاء الرّق بسبب دورهم في الانتاج الزراعي هناك (١) فلم تكن
ولايات الجنوب متطورة مثل ولايات الشمالي كي تستبدل العبيد بالآلات الصناعية في الانتاج ). أو الاصلاح الذي حدث في جنوب فيتنام
الشمالية علىٰ يد حكومة « هانوي » و « فيت مين » ولأنها كانت مستعجلة وبدون طي مراحل كميّة ، ادت الىٰ مقتل عشرة آلاف شخص (٢)
الىٰ ان تدخل « هوشه مينه » شخصياً وانهىٰ المسألة. والآن ، مع الأخذ بالعديد من الحقائق
التاريخية والعلمية ، ومع الأخذ أيضاً بدور الرّق ، المهم والاساسي في المجالات الانتاجية والخدماتية في مجتمع الجزيرة العربية قبل اربعة عشر قرناً ، أليس من البساطة ان يقول شخص : « لماذا لم يلغي الاسلام منذ الوهلة الاولىٰ الرّق ، ولم يمنعه تماماً ؟! »
فهل كان هذا الامر عملياً وممكناً اساساً ؟! وهل توجد في تاريخ العالم ايديولوجية ثورية استطاعة تطبيق جميع اهدافها بعد انتصارها مباشرةً ، حتىٰ يكون الاسلام
ثانيها ؟! ٣ ـ لقد تحدث القرآن في ستة اماكن عن « حرية
العبد » وقد اوصىٰ او امر ________________
(١) من اجل معلومات اُخرى في الموضوع ، راجع :
تاريخ الولايات المتحدة الامريكية ، تأليف : الان نوينز وهنري ستيل كاماجر.
(٢) يمكن الرجوع في ذلك الىٰ كتاب « حياة هوشي مينه ».